أسدلت محكمة تمييز الجنح في الكويت، الثلاثاء، الستار على الدعوى المقامة بحق الأسير السابق فيصل الرندي، من قبل إحدى قريبات الفنان مسافر عبد الكريم، المتهم بالخيانة والتعامل مع القوات العراقية، إبان الغزو العراقي للكويت في 1990.
وبرأت المحكمة، الرندي من التهم الموجهة إليه من حفيدة مسافر وألغت الغرامة المفروضة، بعد أن ترافعت النيابة العامة لصالح المتهم في سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها في المحاكم الكويتية.
وعلق المحامي جاسر الجدعي وكيل المتهم الرندي على حكم البراءة، قائلاً، إنه "بعد معركة قانونية محتدمة انتصر فيصل الرندي على عائلة مسافر كريم، وأصدرت محكمة تمييز الجنح براءة موكلنا من تهمة الإساءة لحفيدة مسافر، التي ترافعت النيابة بسابقة تاريخية لصالح المتهم وفوضت الأمر للمحكمة، وبناء على الطعن المقدم منا حصل الرندي على حكم البراءة، واقفلت القضية".
وفي مطلع آب/ أغسطس الماضي، ترافعت النيابة العامة أمام محكمة التمييز، لصالح الرندي ودافعت عنه في الدعوى التي رفعتها حفيدة مسافر بحقه بتهمة الإساءة إليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومنذ تحرير الكويت من القوات العراقية في شباط/ فبراير 1991، بدأت السلطات الكويتية بمحاكمة كل من ثبت تعاونه مع قوات الاحتلال، الذين ما زال بعضهم يقبع في السجون حتى اليوم، وحسمت النيابة العامة، العام الماضي، قضية مسافر عبد الكريم، حيث أثبتت التحقيقات في القضية أن "مسافر الذي قتل عقب تحرير الكويت مباشرة كان متعاونا مع القوات العراقية، استنادا إلى وثائق ومستندات وشهادة شهود وزملاء له".
ويعود سبب فتح القضية مجددا العام الماضي، رغم مرور أعوام طويلة عليها، لشكوى أقامتها حفيدة مسافر بحق خمسة مدونين اتهمتهم بالإساءة إلى جدها الذي تقول إنه "لم يتعاون مع القوات العراقية طوعا بل كرها"، وفق ما نقله لها مقربون.
ومسافر عبدالكريم هو شقيق الكاتب والإعلامي الكويتي نجم عبدالكريم، وهما من أصول عراقية، إلا أن نجم حصل على الجنسية الكويتية التي لم يحصل عليها شقيقه مسافر الذي ولد في الكويت.
ومنذ الغزو العراقي للكويت، لاحقت مسافر الذي شارك في عدة أعمال تلفزيونية وبرامج ودبلجة أفلام رسوم متحركة، تهمة الخيانة والتعاون مع الجيش العراقي.
وانتهت حياة مسافر الذي عاد إلى الكويت عقب التحرير، إذ تم قتله في ظروف غامضة، لتؤكد تقارير أن "الذين قتلوه هم شباب من المقاومة الكويتية"، إلا أن أسرة مسافر دأبت في مناسبات عدة على نفي هذه الاتهامات، وتأكيدها أنه "جرى تعذيبه بطريقة وحشية وتهديده ليتعاون مع القوات العراقية، فضلا عن إعطائه أنواعا من الأدوية المخدرة التي أفقدته وعيه عند لقائهم به".
وأضافت العائلة أنهم ومسافر أجبِروا على الذهاب إلى بغداد، ليعود مسافر إلى الكويت عند تحريرها ويسلم نفسه لأحد المخافر الكويتية للمحاكمة، الأمر الذي لم يتم حينها بناء على أمر من المحقق الذي طالبه بتقديم نفسه وأدلته للقضاء عقب عودة الشرعية، للحصول على محاكمة رسمية، ليتم بعدها العثور عليه مقتولا.
