سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف مدينة غزة
روى المواطن الكويتي سليمان الحوطي، أحد الأخوين اللذين سطر التاريخ الكويتي اسميهما بعد مبادرتهما الشخصية لحماية حديقة الحيوان أثناء الغزو العراقي في تسعينيات القرن الماضي، تفاصيل تلك المبادرة التي ساهمت بالمحافظة على ما تبقى من حيوانات.
وقال سليمان الحوطي: "إنه بعد نحو أسبوع من الغزو الذي شنه الجيش العراقي في آب/ أغسطس 1990، قرر هو وشقيقه علي الذهاب إلى حديقة الحيوان الواقعة بمنطقة العمرية بمحافظة الفروانية للاطمئنان على الحيوانات".
وادعى سليمان أنه وشقيقه موظفان في الحديقة ليتمكنا من الدخول إلى الحديقة التي كان يحرسها الجيش الشعبي العراقي، حيث تم السماح لهما بدخولها مع اثنين من الجيش الشعبي، وأثناء تجولهما فيها لم يعثرا على الحيوانات الأليفة التي كانت موجودة سابقاً، وعثرا على الأسود والذئاب والدب وفرس البحر والقرود التي كانت منتشرة على الشجر.
وأكد الحوطي "أنه قام وشقيقه بتحطيم أقفال مخازن الطعام في الحديقة وتقديم الأطعمة المخزنة فيها للحيوانات، وعند انتهاء كمياتها كانوا يستعينون بالحيوانات الأليفة (أبقار وأغنام) التي كانت تمرض أو تموت حيث يتم إبلاغهما من قبل أصحابها بذلك".
ومع استمرار الغزو والظروف الصعبة واجه الأخوان صعوبة بتأمين الطعام لتلك الحيوانات، حيث كشف الحوطي "أنهما كانا يقدمان للحيوانات طعاماً ليوم واحد في الأسبوع، ثم استعانا بالخنازير التي كانت موجودة في الحديقة حيث كان يتم ذبحها من قبل عناصر الجيش الشعبي وتقديمها كطعام لحيوانات الحديقة".
وبعد نفاد هذه الخنازير، أوضح الحوطي "أنهما قاما بالاستعانة بالحمير التي كانت تدخل البلاد آنذاك من البصرة العراقية إضافة إلى الحيوانات الميتة التي يتم إحضارها من الجواخير".
ورغم وجود العديد من الحيوانات في الحديقة، فقد كوّن الأخوان صداقة مع أنثى فيل أطلقا عليها اسم (عزيزة) لشدة تعلقهما بها، وخُلق جو من الألفة معها بعد اعتيادها عليهما واعتيادهما عليها بشكل خاص دون باقي الحيوانات.
وتعرضت (عزيزة) في تلك الفترة لطلقة تم استخراجها منها من قبل فريق طبي متخصص وعلاجها، حيث أشار الحوطي إلى "أنهما بعد الانقطاع عنها لأسابيع بعد اشتداد المعارك أثناء العملية العسكرية لتحرير البلاد توجها فور التحرير إلى الحديقة لتستقبلهما (عزيزة) التي أكد أنها ذرفت دموعاً عند رؤيته وشقيقه".
وتم تكريم سليمان وعلي الحوطي عقب التحرير من قبل الهيئة الزراعية ومنحا شهادة تمكنهما من الدخول إلى حديقة الحيوان، فضلاً عن توثيق اسميهما وآخرين بوثيقة تم وضعها في مدخل حديقة الحيوان حتى الآن.
وتوفيت (عزيزة) بعد التحرير بنحو أربعة أعوام، وتم تخليد اسمها عام 2020 بفيلم درامي توثيقي تم عرضه في آب/ أغسطس، بذكرى الغزو، حيث سلّط الفيلم الضوء على قصة هذين الأخوين ورعايتهما للحيوانات وعلاقتهما بـ (عزيزة) في تلك الفترة الصعبة بحياة الكويتيين.