يبدي المرشد الإيراني علي خامنئي (أعلى سلطة في البلاد)، قلقه من تنامي مظاهر العلمانية في مدينة قم وسط البلاد، معقل المرجعيات الشيعية والحوزة الدينية.
وقال محمدي عراقي، رئيس مكتب المرشد الأعلى الإيراني اليوم الجمعة إن محاربة "العلمانية الجديدة" هي إحدى المهام الرئيسة لرجال الدين، مضيفا "أن زعيم الجمهورية الإسلامية قلق أيضا من هذه القضية وقد كشف عنها مؤخرا، بعد أن ظهرت في مدينة قم".
ووصف عراقي في حديثه خلال حفل أقيم في مدينة قم تكريما لرجل الدين المتشدد مصباح يزدي، الذي توفي مطلع شهر يناير/كانون الثاني الماضي، "ظهور علمانية جديدة" كان أحد اهتمامات الراحل مصباح يزدي، معتبرا إن هذه العلمانية تشكل خطرا على نظام الجمهورية الإسلامية.
وشدد رئيس مكتب المرشد الأعلى الإيراني على أن "هذا الخطر لا يزال جسيما ويمكن رؤيته"، لافتا إلى أن "أحد أهم الاهتمامات الاستراتيجية للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية هو الوضع في مدينة قم، وقد أعلن عن ذلك عدة مرات".
وبدأت ظاهرة رفض ارتداء الحجاب في مدينة قم بالطريقة التي يريدها النظام واضحة في خطوة اعتبرها التيار المتشدد ورجال الدين بأنها مؤشر على الغزو الثقافي الغربي لهذه المدينة التي يعتبرونها "مقدسة" كونها تضم مراقد دينية.
واشتدت قضية الاحتجاج على الحجاب الإجباري في السنوات الأخيرة على شكل حركات مدنية مختلفة، وجعلت الحركة الاحتجاجية للفتيات قضية الحجاب القسري إحدى القضايا الرئيسة في المناخ السياسي والاجتماعي في إيران.
وكان الناشط السياسي والصحفي الإيراني "مهدي نصيري" المقرب من المرشد علي خامنئي، قال في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، إن "محافظة قم معقل المرجعيات الشيعية والحوزة العلمية تعد من المحافظات المعارضة للحجاب الإلزامي"، مشيرا إلى أن "حوالي 70% من الناس في المجتمع لا يرتدون الحجاب الديني أو يعارضون فرضه على النساء".
