نشرت صحيفة أردنية تفاصيل مروعة عاشها الفتى صالح، الذي تناوب على الاعتداء عليه عدة أشخاص قطعوا يديه وفقأوا إحدى عينيه وأحدثوا أضرارًا بالغة بالأخرى.
وبحسب صحيفة "الرأي" فقد اجتمع المتهمون بالجريمة المعروفة إعلاميًا بجريمة "فتى الزرقاء" واتفقوا على تنفيذ مشروعهم الإجرامي، بعد التخطيط المسبق وتوزيع الأدوار بينهم، بأن يتم خطف الحدث المجني عليه صالح، تحت تهديد السلاح، وهتك عرضه، وبتر كفي يديه، وفقء عينيه، ورميه في الشارع ليموت، انتقامًا لشخص ذهب ضحية جريمة قتل متهم بارتكابها والد صالح.
وبالفعل، استدرج المتهمون من خلال الشبكة العنكبوتية، وتحديدًا أحد مواقع التواصل الاجتماعي،
الفتى صالح، عبر مكيدة أعدوها له، وذلك باستغلالهم لإحدى الفتيات لاستدراج صالح إلى المكان الذي ارتكبوا جريمتهم فيه.
وفي حدود الساعة العاشرة صباحًا، تواجد صالح في ذلك المكان، حيث لاحظ وجود متهمين، يعرفهما في السابق، على إثر جريمة القتل، فلاذ على الفور بالفرار، لاكتشافه المكيدة التي نصبت له.
لكنّ حظه العاثر قاده للهرب باتجاه باص، اعتقد أنه يعمل على نقل الركاب بالأجرة في تلك المنطقة، بينما كان يقوده أحد المتهمين.
وبمجرد ركوب صالح بذلك الباص، لحق به متهمان، وركبا بنفس الباص، وأغلقا الباب بإحكام، وعندها، قفز المتهمون من صندوق الباص إلى الكرسي الخلفي، حيث كان يجلس صالح، وأشهر متهم المسدس الذي بحوزته، بوجه صالح، فيما وضع متهم آخر، مفكًا على بطن المجني عليه، وهددوه جميعًا بالقتل، إن قام بالصراخ، وضربوه بمفتاح جنط على ركبته، وانطلقوا بعد ذلك جميعًا، بعد أن نجحوا بخطف صالح، لتنفيذ القسم الثاني من مخططهم الإجرامي الإرهابي، إلى الشقة الأرضية، العائدة لأحد المتهمين في مدينة الشرق بمحافظة الزرقاء، والتي كانت معدة مسبقًا لهذه الغاية، بناءً على اتفاق بين المتهمين.
وعند وصولهم إلى الشقة، كان بانتظارهم بقية المتهمين السبعة عشر، وعلى الفور قام المتهمون من الأول لغاية العاشر، بالإضافة إلى الثاني عشر والسابع عشر، بإنزال صالح من الباص، عنوة تحت تهديد السلاح، إلى الشقة، والدخول معه إلى داخلها، وبدأت عند ذلك لحظة التنفيذ، حيث ضربوا جميعهم صالح، وأثناء ذلك، خاطب المتهم السادس صالح بقوله: "واالله لأخليك تتحسر على أبوك"، وقام المتهم السادس بإجبار صالح على الجلوس على سرير موجود داخل الغرفة، فيما وضع المتهم العاشر بشكيرًا على رأس صالح، ووضع المتهم السادس، لاصقًا على فم صالح، لمنعه من الصراخ، فيما أقدم المتهمان الثاني والسادس، بالاعتداء عليه وأشار لهم بقوله: "يلا سووا زي ما حكيتلكم"، وعلى الفور، سحبوا طاولة صغيرة كانت موجودة في الغرفة، فيما كان المتهم السادس يحمل بيده البلطة (الساطور)، والتي أحضرها مسبقًا معه، فيما كان صالح يصرخ بعبارة "االله أكبر"، وهو يعاني الرعب والخوف، في تلك اللحظة.
أجبر المتهمون -جميعًا- صالح على الجلوس ساجدًا، وسحب المتهم السادس يديه وثبتهما على الطاولة، وضربه بالبلطة الحديدية على رأسه، وتدافع باقي المتهمين لتثبيت يديه
على الطاولة، في حين كان المتهم السادس يقول وهو ممسك بتلك البلطة: "زمان ما قطعت يدين ولا شربت دم"، وعلى الفور، ضرب اليد اليمنى لصالح أربع ضربات متتالية، حتى انقطعت الكف اليمنى، إلا من جلدة بسيطة، من لحمه وشرايينه، وعندما لم تنقطع اليد بشكل كامل، حزَّ المتهم السادس يد صالح، بواسطة البلطة، حتى يرى كف يده اليمنى تسقط أرضًا، فيما كانت أصوات باقي المتهمين تعلو ضحكًا وقهقهة، وتناول المتهم السادس كف يد صالح اليمنى عن الأرض، وخاطبه: "واالله لأوديها لأبوك على السجن"، ثم تناوب المتهمون جميعًا على أخذ البلطة من المتهم السادس، وضربوا يد صالح اليسرى، بواقع ضربة لكل واحد منهم، حتى انقطعت كفه اليسرى، وسقطت أرضًا، ثم أحضر المتهم الرابع كأسًا، وملأه بالدم النازف من يده اليسرى، وغسل به وجهه، مخاطبًا صالح: "لسه ما خلصنا ثار أخوي، هاي تنكيشة أسنان"، فيما ربط المتهم الأول ما تبقى من يدي صالح باستخدام زوج من (الجوارب) وخاطب المتهمين الأول والثاني والسادس بقوله: "طولو عيونه الخضر خلينا نلعب فيهن قلول" وعلى إثر ذلك قام المتهم السادس ببطح صالح على الأرض دون رحمة أو شفقة، بمساعدة ومساندة من باقي المتهمين، وقام المتهم السادس باستعمال موس كان يحوزه، وفقأ عين صالح اليمنى، وحاول بأصابع يديه اقتلاع عيني صالح ولم يتمكن من ذلك، مما دفعه لمناداة المتهم الخامس وإعطاء الموس الذي كان بحوزته، وطلب منه فقأ عينه اليسرى.
وبالفعل، شطب المتهم الخامس عين صالح اليسرى، وبعد إنهاء مخططهم الإجرامي، أقدم جميع المتهمين، على حمل صالح وإخراجه من الباب الجانبي للشقة، المؤدي للشارع الرئيسي، ودفعوه عن درج الشقة، وأدخلوه الباص ذاته، فيما كان المتهم السادس يقوم بوضع كفي صالح داخل كيس، وغادروا جميعهم باستثناء المتهم الحادي عشر، صاحب الشقة، فيما قام المتهمون السادس والتاسع والعاشر، بالركوب بالباص برفقة صالح، وتخلصوا منه برميه في منطقة شبه خالية من السكان، تبعد عن أقرب مستشفى 6 إلى 7 كيلومترات، وقام المتهم السادس بإعطاء المتهم التاسع الكيس الذي يحتوي كفي صالح، وطلب منه التخلص منه، والذي بدوره، قام برمي ذلك الكيس في عبّارة تصريف مياه على طريق السخنة، وبقي صالح ينزف دمًا متألمًا مرتعبًا خائفًا من هول الجريمة التي وقعت به.
وفي تلك الأثناء، تنبّه أحد قاطني تلك المنطقة -شاهد في القضية- التي ترك بها صالح ليواجه مصيره، حيث كان أول ما طلبه صالح منه أن يساعده برفع بنطاله لستر عورته، والاتصال بوالدته من هاتفه، حيث أبلغها بقوله: "يما أنا انتهيت، قطعوا إدي وفقعوا عيوني"، في الوقت الذي قام الشاهد بتصوير صالح بعد أن أجلسه على الرصيف؛ توثيقًا وحمايةً لحقوق صالح. وفي هذه الأثناء حضرت دورية الأمن العام، وطوارئ الإسعاف، وتم على الفور إسعاف صالح إلى مستشفى الزرقاء الحكومي.
وكانت محكمة أمن الدولة قد باشرت النظر بالقضية، وعقدت الجلسة الأولى فيها، الأسبوع الماضي، حيث نفى المتهمون ما أسندت النيابة العامة لهم من تهم. وتعقد اليوم المحكمة الجلسة الثانية بالقضية، والتي يتوقع فيها أن تبدأ الهيئة الحاكمة بالاستماع لشهود النيابة بالقضية.
ويواجه المتهمون في تلك القضية تسع تهم، هي: جناية القيام بعمل إرهابي من شانه تعريض سلامة المجتمع وأمنة للخطر، وإلقاء الرعب بين الناس وترويعهم وتعريض حياتهم للخطر باستخدام سلاح بالاشتراك، وجناية تشكيل عصابة أشرار، وجناية الشروع بالقتل العمد، وجناية أحداث عاهة دائمة بالاشتراك، وجناية الخطف الجنائي بالاشتراك المقترن بهتك العرض بالتغلب على مقاومة المجني عليه، وجناية هتك العرض بالتغلب على مقاومة المجني، وجنحة مقاومة رجال الأمن العام، وجنحة حمل وحيازة أدوات حادة وراضة، وجنحة حمل وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص.