logo
منوعات

"مقاتلون بلا حدود".. خامنئي يعطي الأولوية لمهام فيلق القدس بدلا من جنود معركة كورونا

يفتك فيروس كورونا بمئات الإيرانيين بشكل شبه يومي في ظل عجز السلطات عن السيطرة على تفشي الوباء، فيما لا يزال المرشد علي خامنئي يواصل سياسات نظامه التوسعية دون التوجه لأزمة كورونا في الداخل وذلك عبر دعم فيلق القدس التابع للحرس الثوري المسؤول عن العمليات العسكرية خارج الحدود الإيرانية.

ووسط الإصابات والوفيات، في ظل عجز السلطات الحكومية عن مكافحة تفشي الفيروس، بدأت منظمات خارجية بمد يد العون لإيران لمواجهة أزمة كورونا بعيدا عن أي خلافات سياسية مع النظام، ومن أبرز هذه المنظمات التي بادرت بمساعدة الإيرانيين في مواجهة كورونا منظمة "أطباء بلا حدود"، وهي منظمة مساعدات إنسانية دولية غير حكومية تعمل على تقديم الرعاية الطبية للبلاد المتضررة من الأزمات بغض النظر عن العرق أو الانتماء السياسي لهذه البلاد.

وأعلنت المنظمة عن أنها أرسلت إلى إيران مستشفى "قابلا للنفخ" بسعة 50 سريرا وفريق طوارئ إلى المقاطعة الوسطى الإيرانية لعلاج مرضى فيروس كورونا.

رغم تراجع الوضع الصحي في إيران ضمن مواجهة أزمة فيروس كورونا إلا أن النظام الإيراني لم يرحب بمبادرة وجهود منظمة أطباء بلا حدود، حيث أكدت المنظمة في تقارير أنها لم تتلق أي تواصل من السلطات الحكومية بل طردتها من الأراضي الإيرانية.

وكان مسؤول بوزارة الصحة الإيرانية برر طرد أعضاء المنظمة قائلا، إن "إيران لا تحتاج إلى وجود قوات أجنبية أو أطباء بلا حدود للمشاركة في جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد".

وتعليقا على تعامل النظام الإيراني الذي استقبلته أغلب منظمات ودول العالم بغرابة شديدة، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس في تغريدة إنه "لأمر محير للغاية. فخامنئي يروج لمحاربين بلا حدود أي فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذين ينشرون الرعب في جميع أنحاء المنطقة، بينما طرد أطباء بلا حدود، الذين كانوا يحاولون مساعدة الإيرانيين الذين يعانون من فيروس كورونا".

تناقض صريح

في  الواقع فإن من يتتبع تعليقات وتصريحات مسؤولي النظام الإيراني في أزمة كورونا يدرك مدى التناقض في هذه التصريحات، ففي الوقت الذي دعا فيه وزير الخارجية جواد ظريف دول العالم لمساعدة إيران في أزمة كورونا نجد نظامه يرفض هذه المساعدات بحجة أنها من جهات أجنبية.

كما يعمل النظام الإيراني على استغلال انشغال المجتمع الدولي بأزمة كورونا لكي يدعو لإلغاء العقوبات الأمريكية المفروضة عليه، حيث زعم ظريف في تصريحات سابقة أن العقوبات الأمريكية هي العائق الأول الذي يقوض جهود إيران لمواجهة كورونا.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أورتاغوس، ردت على اتهامات ظريف بعرقلة العقوبات الأمريكية جهود إيران لمواجهة فيروس كورونا قائلة في تغريدة عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، إنها "ليست العقوبات بل إنه النظام، وإذا كان النظام الإيراني يحتاج إلى أموال للتعامل مع كورونا فيمكنه الوصول إلى مليارات خامنئي المعفاة من الضرائب".

كما أن الإدارة الأمريكية رغم إعلانها في أكثر من مناسبة، عن تقديم مساعدات لطهران في خضم مواجهة الأزمة الصحية نتيجة تفشي كورونا، إلا أن قيادات النظام الإيراني ترفض هذه العروض وتتغاضى عن حصد الفيروس لأرواح مواطنيها وحتى قياداتها.

أما عن حشد خامنئي لفيلق القدس الإيراني في دول المنطقة وأبرزها سوريا والعراق، فقد كشفت تقارير لوسائل إعلام إيرانية، أن قائد فيلق القدس إسماعيل قآني، توجه في زيارة سرية إلى سوريا، في أوائل شهر فبراير/شباط الماضي، لكي يتفقد معسكرات القوات الموالية لإيران.

ورأت تقارير إخبارية من بينها صحيفة "كيهان لندن" أن زيارة قائد فيلق القدس إلى سوريا في هذا التوقيت، تحمل رسالة من طهران؛ وهي مدى اهتمام النظام الإيراني بالحفاظ على نفوذه العسكري في سوريا، لا سيما في ظل تطورات الساحة العسكرية التي تشهدها سوريا في المرحلة الراهنة.

يأتي ذلك في ظل تقارير تتحدث عن خسائر باهظة يتكبدها فيلق القدس خلال الفترة الأخيرة في سوريا، إذ إن عناصر كثيرة من قوات الفيلق لقوا مصرعهم سواء في الاشتباكات مع معارضي الحكومة السورية أو في الهجمات الجوية، التي تشنها إسرائيل من آن لآخر على سوريا، والتي تستهدف مواقع إيرانية.

أما في العراق، فجاءت زيارة قائد فيلق القدس قآني الأولى لهذا البلد الأربعاء الماضي بغرض تثبيت النفوذ السياسي الإيراني في ظل أزمة تشكيل الحكومة العراقية، ولكي تضمن طهران توحيد الصف الشيعي لتسمية رئيس وزراء جديد يتفق مع سياسات طهران ويكون تابعا لها.

لكن رغم جهود خامنئي الرامية لملء الفراغ العسكري والسياسي الإيراني في العراق عقب اغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، إلا أن تقرير لموقع “المونيتور“ أكد أن "قاني فشل في توحيد الفصائل الشيعية، على عكس سلفه قاسم سليماني، الذي جمع القوات الشيعية معا لتحقيق أهداف إيران".

وأضاف التقرير أن "قآني لم يفشل في توحيد القادة العراقيين فحسب، بل لقي -أيضا- إدانة وانتقادات من القيادة الشيعية، فيما لفت نقلا عن مصادر عراقية إلى أن أبرز القيادات الشيعية في العراق؛ المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، رفضا لقاء قائد فيلق القدس الإيراني في أول زياراته للعراق".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC