تسبب الإعلان عن إصابة وزير الصحة الإسرائيلي، ياعكوف ليتسمان، زعيم حزب "يهدوت هاتوره" الحريدي الأشكنازي، بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، في حالة من الصدمة على الصعيد الإعلامي والجماهيري فضلا عن التداعيات التي نجمت عن الإصابة فيما يتعلق بمصير العديد من الشخصيات السياسية والأمنية التي أجرت مقابلات أخيرا مع ليتسمان، على رأسها رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، ورئيس جهاز الموساد، يوسي كوهين.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، يوم الخميس، أن إعلان إصابة ليتسمان تعني أن نتنياهو سيكون مضطرا للخضوع للعزل مجددا، حيث كان التقى وزير الصحة خلال الأيام الأخيرة، هذا بخلاف أن مدير عام وزارة الصحة موشي سيمان طوف، ورئيس شعبة الخدمات الطبية العامة البروفيسور سيغال سدتسكي، سيخضعان للعزل.
ووفق تقرير شركة الأخبار الإسرائيلية، أدى الإعلان عن إصابة ليتسمان إلى قرار بدخول رئيس جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة "الموساد" يوسي كوهين للعزل، إضافة إلى شخصيات أخرى بالجهاز، فيما ينتظر عدد من نواب الكنيست والوزراء قرارات وزارة الصحة بشأن إذا ما كان ينبغي عليهم عزل أنفسهم، عقب لقاءات جمعت بينهم وبين وزير الصحة المصاب.
وسلط موقع مجلة الدفاع الإسرائيلية الضوء على إدخال رئيس الموساد إلى العزل، وذكر أن كوهين كان تلقى تكليفا من رئيس الوزراء المنتهية ولايته لتشكيل غرفة عمليات تعمل على صعيد توفير المستلزمات الطبية من الخارج، وعمل فريق تابع للجهاز بالتعاون الوثيق مع وزارة الصحة وهو ما وضع كوهين على مقربة من الوزير المصاب.
وأشارت المجلة، يوم الخميس، إلى أن المخاوف من إمكانية إصابة كوهين بالفيروس دفعت إلى اتخاذ القرار بعزله، على أن يواصل عمله من مكتبه داخل مقر الموساد لمدة ثلاثة أيام، بدلا من إدارته لغرفة العمليات من داخل وزارة الصحة، يخضع خلالها للفحوصات الطبية بشكل يومي.
وحسب ما أوردته نشرة (N12) وموقع "ماكو"، يوم الخميس، أتبع الإعلان عن إصابة ليتسمان مخاوف من إمكانية إصابة العديد من الوزراء والمسؤولين الكبار ونواب الكنيست، والذين ينتظرون حاليا قرارا بشأن إذا ما إذا كان عليهم دخول العزل، وعلى رأسهم نتنياهو نفسه، والذي يبدو أنه بصدد الخضوع للعزل للمرة الثانية على التوالي.
ودخل جميع أفراد طاقم مكتب وزير الصحة بالكامل للعزل على خلفية إعلان إصابته، فيما يواصل العمل بالوزارة حاليا طاقم من المستشارين ومساعدي الوزير والسكرتارية الخاصة بالوزارة، على أن تتم أغلب المهام عبر الهاتف، وهنا يجري الحديث عن أزمة خطيرة قد تضرب المنظومة الصحية الإسرائيلية التي كانت تواجه انتقادات بالأساس.
وكانت وزارة الصحة الإسرائيلية أعلنت فجر الخميس، أن نتائج التحليلات التي أجريت لوزير الصحة ياعكوف ليتسمان، البالغ من العمر 71 عاما، فضلا عن زوجته، ظهرت إيجابية للفيروس، لافتة إلى أن الاثنين نقلا للحجر الصحي.
ووفق مصادر، عدا عن نتنياهو ورئيس الموساد، من بين الشخصيات التي جمعتها لقاءات مع ليتسمان كان رئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شابات، ويعد الأخير من بين الشخصيات الأساسية المكلفة بالتعاطي مع أزمة الفيروس المستجد، فيما التقى ليتسمان -أيضا- وزراء ومديري مكاتب وزراء، مثل مدير مكتب وزير المالية بالتحديد، فيما تواجد ليتسمان داخل البرلمان وقت التصويت على انتخاب زعيم حزب "أزرق أبيض" المنحل بيني غانتس رئيسا للكنيست.