أحدث فيديو لشاب يصف المستشفيات السورية بـ"المسالخ"، ضجة في الشارع السوري، وانقسم المعلقون بين مؤيد يرى أن القطاع الصحي يجب أن يحظى بالأولوية، ومعارض انتقد الشاب؛ لأنه لم يأخذ بالاعتبار الإمكانيات الضعيفة في جميع قطاعات البلاد.
وظهر الشاب من أمام مشفى "ابن الوليد" بحمص، ووصفه بالمسلخ البشري، وقال إن جميع مشافي سوريا، تحتاج لثورة ثانية، مضيفاً بأنه فقد 5 من عائلته بسبب سوء العناية الطبية.
وطالب الشاب، محافظ حمص، بضرورة متابعة أحوال المشافي، وعدم الانشغال بملاحقة الدراجات النارية والبسطات في الشوارع.
كما ظهرت إحدى المراجعات، تتحدث عن معاناتها بسبب عدم استقبال المشفى لأحد المرضى من عائلتها، وتساءلت: "أين نذهب بمرضانا؟".
وأثناء بث الفيديو من أمام المستشفى، حاول أحد الأشخاص التدخل لمنع التصوير وإيقاف الشاب عن إكمال حديثه المنتقد للإدارات في محافظة حمص؛ ما أدى إلى مشادة دفعت الشاب إلى رفع سقف النقد والاحتجاج في حديثه.
وقال الشاب إن الإدارات تنشغل ببناء الجوامع، بينما الناس تنام في الشوارع أو تموت في المشافي، مطالباً بتوظيف أموال التبرعات والمساعدات في مكانها الضروري وهو تطوير عمل المشافي وتوفير مستلزماتها.
وبعد نشر الفيديو، تناقلته الصفحات المحلية بحمص، كما نشره تلفزيون سوريا، وهو ما أحدث جدلاً في الشارع السوري الذي يعاني من تردي الخدمات الصحية وارتفاع التكاليف، خاصة المتعلقة بمرضى الأمراض المزمنة.
وبينما أيد عدد كبير من المعلقين، ظهور الشاب وانتقاده لإدارات المحافظة وواقع القطاع الصحي المتردي، وصفه آخرون بالتطاول، فكتب أحدهم: "بلشت الناس تخربط بين الحرية وقلة الذوق"، بينما رد آخر: "هناك مشكلة حقيقية تكمن في التقصير في واقع الخدمات الصحية".
وذهب بعض المعلقين أبعد من ذلك، فكتب أحدهم: "كلامك صحيح مئة بالمئة، أبو بشار، لاحقين المتورات والبسطات وتاركين السلاح منتشر بإيدين العالم.. وقت بصير أعراس بتنفتح جبهات.. وين الدولة".
لكن معلقاً آخر رد عليه: "هذا الحكي عيب، وطن مدمر والمؤامرات كثيرة.. سيولة ما في.. إحمد ربك على الأقل في مشفى تخدم الناس.. لا يوجد عصا سحرية.. كلامك مردود وتحريضي".
وردت مديرية الصحة بحمص وإدارة مشفى "ابن الوليد"، على الفيديو، ببيان يشرح حال المريضة قريبة الشاب الذي ظهر في الفيديو، وأكد البيان عدم وجود تقصير في رعايتها، مشيراً إلى أن قريب المريضة قام بتهديد الطبيب في غرفة العناية المشددة؛ ما أدى لتدخل الشرطة.
وكان مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أصدر تقريراً في يوليو الماضي، قال فيه إن قطاع الصحة في سوريا، يعاني ضعفاً كبيراً في الجاهزية، وحذر من انهيار تدريجي، في ظل تراجع التمويل وتدهور الاستعدادات لمواجهة الأزمات.