وصف المخرج المصري البارز يسري نصر الله الفيلم السعودي "هجرة" بـ"العمل الكبير الذي لم يكن يتوقع أن يؤثر فيه بهذا الشكل البالغ"، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن "الفيلم كان مرشحا لجائزة الأوسكار كما شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا، لكنه فوجئ بمستواه المدهش الذي ينبئ عن سينما عظيمة تتشكل في المملكة".
وأوضح نصر الله، 73 عاما وأبرز تلاميذ المخرج الشهير يوسف شاهين، في منشور عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "مرة أخرى يتأكد أن الحكايات المدهشة قادرة على صنع الفارق".
واعتبر أن "الفيلم الذي رآه أمس على هامش فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي يخاطب بقوة وجدانه وخياله عبر قصة غير تقليدية".
وتعزف قصة الفيلم على وتر الحوار بين الأجيال، من خلال حكاية إحدى الجدات التي تمضي في رحلة من الجنوب إلى مكة العام 2001، لكنها تفقد الحفيدة الكبرى في لحظة استثنائية دون قصد من أي منهما، فتمضي بحثًا عنها بصحبة الحفيدة الصغرى.
على مدار الرحلة، تتكشف أسرار عائلية، وتتوالى نقاط الاختلاف والتوافق بين جيل يكاد ينهي تجربته الحياتية، وجيل آخر يستعد لبدء تجربته الخاصة، مع التركيز على ما هو مشترك من أمل وألم لا تكتمل أي تجربة إنسانية دونهما.
تبدو مخرجة العمل شهد أمين واعية للغاية بالمبدأ الشهير الذي ينص على أنه: "الطريق إلى العالمية يبدأ بالمحلية"، وهو ما نجح فيه ببراعة نجيب محفوظ، على سبيل المثال، حيث حصل على جائزة نوبل وأصبح اسمًا معروفًا على نطاق واسع في عشرات البلدان.
واتضح ذلك في إغراق العمل في تفاصيل البيئة المحلية التي تُبرز ملامح أصيلة في المجتمع السعودي، مثل خصوصية الأزياء، والعلاقة المتفردة بين البشر والحيوانات، لا سيما الجمل والشاة، فضلًا عن عذوبة اللهجة، وتنوع الأماكن بين الحداثة والانفتاح من ناحية، والمجتمعات النائية المحافظة من ناحية أخرى.
ويعد يسري نصر الله أحد أبرز صانعي السينما العربية المستقلة، كما أنه أحد الأسماء المصرية القليلة التي حظيت بتقدير عالمي واسع في هذا السياق، حيث تتميز أفلامه بالجرأة والحساسية في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية المعقدة، ما يجعل أعماله وثيقة الصلة بالواقع.
ساهم في اكتشاف ودعم مسيرة العديد من النجوم في خطواتهم الأولى مثل عبلة كامل، محمد هنيدي، باسم سمرة، محمد رمضان، عصام عمر.
من أبرز أعماله: "سرقات صيفية"، 1988، "مرسيدس"، 1993، "المدينة" 1999، "باب الشمس" 2004، "احكي يا شهرزاد"، 2009، "بعد الموقعة" 2012.
