تُعتبر مقاطعة الأطفال أثناء حديث الوالدين من المواقف الشائعة التي تثير الإحباط عند الآباء والأطفال على حدٍّ سواء، حيث إنها في بعض الأحيان قد تكون مصدر إحراج كبير.
لكن مربّية مونتيسوري تدعى كلوديا تقدم حلاً بسيطاً وفعالاً عبر تقنية "الإشارة الصامتة" التي تساعد الطفل على التعبير عن رغبته في الكلام دون مقاطعة. بحسب ما نشر في صحيفة هف بوست.
وتعتمد هذه الطريقة على تعليم الطفل وضع يده برفق على كتف الوالد بدلاً من مقاطعته بالكلام، بينما يرد الوالد بوضع يده على يد الطفل مع ابتسامة، ليؤكد له أنه لاحظ طلبه وسيحظى بالحديث عند الانتهاء.
هذه الاستجابة تعلّم الطفل الصبر وتوفر له الدعم العاطفي والثقة، ما يقلل من مشاعر الغضب أو الإحباط التي قد تنتج عن المقاطعة.
وتؤكد الاختصاصية النفسية فيرجيني بيكاردي أن الأطفال الصغار لا يقطعون الكلام عن سوء تربية، بل لأنهم لم يتعلموا بعد الانتظار والصبر، خاصة وأن فهمهم للزمن يتطور تدريجياً مع بلوغهم 7 أو 8 سنوات. لذلك، من المهم أن يعتاد الطفل تدريجياً على أن رغباته تتداخل مع حاجات الآخرين ومصالح المجموعة.
فتعليم الطفل الصبر، بحسب الخبراء، يتطلب تواصلاً هادئاً ومستمرّاً، بحيث يشرح له الوالد أو الوالدة بهدوء أن هناك وقتاً مخصصاً لكل منهما للحديث، وأن الانتظار جزء من احترام هذا الترتيب. هذا يساعد الطفل على تقبل تأجيل طلباته وتعلم تحمل الإحباط بطريقة صحية.
وفي حالات الأطفال الذين يصعب عليهم التحكم في انفعالاتهم، تصبح الحاجة لوضع حدود واضحة ضرورة. ففي هذه الحالات، يجب أن يُشرح للطفل بهدوء أن من الضروري الاستماع عندما يتحدث الآخرون، وأن مقاطعة الكلام غير مقبولة. وقد يستدعي الأمر دعم أحد الأطراف مثل الوالد الآخر أو المختصين لمساعدة الطفل على فهم هذا السلوك واحترامه.
وينصح الخبراء بأن تقنية "الإشارة الصامتة" تمثل أداة بسيطة ومحببة لبناء مهارة الصبر لدى الأطفال وتعزيز التواصل الإيجابي داخل الأسرة، مع ضرورة مراعاة الفروق العمرية والقدرة على استيعاب مفهوم الوقت.