المستشار الألماني: سنزيد الضغط عبر العقوبات إذا واصلت روسيا المماطلة بشأن وقف إطلاق النار
سنغافورة تطرق أبواب أفريقيا… هل تصبح "مدينة الأسد" بوابة النمور الآسيوية إلى القارة السمراء؟
مدينة صغيرة بحجم دولة كبرى… هل تنجح سنغافورة في منافسة الصين والهند على كنوز أفريقيا؟
سنغافورة، المدينة التي نشأت من رحم التجارة العالمية، تتجه الآن نحو آفاق جديدة في القارة الأفريقية.
بعد عقود من التركيز على أسواق آسيا والمحيط الهادئ، بدأت سنغافورة في توسيع نطاق علاقاتها الاقتصادية لتشمل القارة السمراء، مدفوعةً برؤية استراتيجية تستهدف النمو المستدام والتنوع الاقتصادي.
نمو التجارة
شهدت التجارة بين سنغافورة وأفريقيا نموًا ملحوظًا، إذ ارتفع حجم التجارة من 10.9 مليار دولار في عام 2022 إلى 13.72 مليار دولار في عام 2024، بزيادة تقارب 26% في عامين فقط، هذا النمو يعكس التوجه المتزايد نحو تعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين.
ويقول أميت جين، مدير مركز الدراسات الأفريقية بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة: "تسعى سنغافورة جاهدةً لتُصبح ذات فائدة للاقتصادات التي تفوقها بكثير".
ويضيف "جي" أنه لطالما اعتبر صانعو السياسات التجارة الحرة أمرًا بالغ الأهمية لازدهار الدولة المدينة؛ وبينما لا تزال العلاقات مع عمالقة المنطقة مثل الصين والهند مهمة، أدركت سنغافورة بشكل متزايد أن أفريقيا تُمثل "محرك النمو التالي" للعالم.
استثمارات سنغافورية
تجاوزت الاستثمارات السنغافورية في القارة الأفريقية حاجز 20 مليار دولار حتى عام 2023. تشمل هذه الاستثمارات قطاعات حيوية مثل البنية التحتية، والتخطيط العمراني، والخدمات اللوجستية، ما يعزز من قدرة أفريقيا على مواجهة تحديات التنمية.
يؤكد "جين" أيضًا على وجود مجال لنمو العلاقات بين سنغافورة وأفريقيا. ويشير تحديدًا إلى إمكانية تعزيز الروابط المالية بين سنغافورة والأسواق الأفريقية.
ويرى "جيم" أن "إحدى أكبر المشكلات الدائمة التي تواجهها الشركات في أفريقيا هي التمويل. ويمكن لسنغافورة أن تُسهم في تخفيف تكلفة الحصول على التمويل للعديد من الدول، بمجرد كونها شريكًا".
في عام 2018، كانت هناك 60 شركة سنغافورية تعمل في أفريقيا. بحلول عام 2023، ارتفع العدد إلى أكثر من 155 شركة، تعمل في حوالي 40 دولة أفريقية. هذا التوسع يعكس الثقة المتزايدة في الأسواق الأفريقية والفرص التي تقدمها.
الروابط الجوية: رحلة مباشرة واحدة إلى أديس أبابا
رغم النمو الملحوظ في العلاقات التجارية، فإن الروابط الجوية بين سنغافورة وأفريقيا لا تزال محدودة. حاليًا، هناك رحلة مباشرة واحدة فقط بين سنغافورة وأديس أبابا، ما يشير إلى الحاجة الماسة لتحسين البنية التحتية للنقل لدعم التجارة والاستثمار.
الحضور الدبلوماسي: بعثتان فقط في أفريقيا
على الرغم من التوسع الاقتصادي، فإن سنغافورة تمتلك حاليًا بعثتين دبلوماسيتين فقط في القارة الأفريقية. هذا العدد المحدود يشير إلى ضرورة تعزيز التمثيل الدبلوماسي لتسهيل العلاقات التجارية وتعميق التعاون بين الجانبين.
التحديات والفرص المستقبلية
رغم التقدم الملحوظ، تواجه سنغافورة تحديات في تعزيز وجودها في أفريقيا، بما في ذلك نقص المعرفة بالأسواق المحلية، والبيروقراطية، والمخاطر السياسية. ومع ذلك، توفر القارة الأفريقية فرصًا كبيرة للنمو، خاصة في مجالات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والتصنيع.
ومن خلال تعزيز التعاون مع الحكومات الأفريقية، وتوسيع البنية التحتية للنقل، وزيادة التمثيل الدبلوماسي، يمكن لسنغافورة أن تلعب دورًا محوريًا في دعم التنمية المستدامة في أفريقيا.