كشف تقرير حديث أن قرغيزستان تسعى إلى كسر تبعيتها للصين في قطاع السيارات الكهربائية، عبر بناء صناعة محلية مدعومة بشراكات استراتيجية مع كوريا الجنوبية وروسيا، في محاولة لتأسيس قاعدة صناعية مستقلة ومتكاملة.
وبحسب "جيمس تاون فاونديشن"، فإن البلاد شهدت في 2023 ارتفاعًا قياسيًا في استيراد السيارات الكهربائية من الصين؛ إذ وصلت لنحو 79 ألف سيارة، أي أكثر من 40 ضعف العام السابق، من خلال الاستفادة من الإعفاءات الجمركية وسياسة الكهرباء الرخيصة، لكن الجزء الأكبر من هذه الواردات لم يبقَ في السوق المحلية، إذ تم إعادة تصدير نحو 60 ألف سيارة إلى روسيا؛ ما جعل قرغيزستان مركزًا إقليميًا لإعادة التصدير، ووضع البلاد في حلقة تبعية واضحة للتكنولوجيا الصينية.
ويرى محللون أن بيشكيك وقعت اتفاقيات مع كوريا الجنوبية لتطوير شبكة شحن محلية وإنتاج البنية التحتية المتعلقة بالسيارات الكهربائية، إضافة إلى اتفاقيات مع "روساتوم" الروسية لاستكشاف إنتاج بطاريات الليثيوم، بما يسمح بالاستفادة من الاحتياطيات المحلية للحد من الاعتماد على بكين، ودعم صناعة تصديرية وطنية.
ويعتقد مراقبون أن هدف قرغيزستان واضح، ويتمثل في تنويع الشركاء وبناء منظومة صناعية وطنية قادرة على إنتاج المركبات والبنية التحتية المرتبطة بها داخليًا.
لكن يحذر الخبراء من أن الطريق نحو الاستقلال الصناعي لا يزال محفوفًا بالتحديات؛ إذ إن اختلاف المعايير التقنية بين المركبات الصينية، ومحطات الشحن الكورية، والبطاريات الروسية، يجعل التوحيد في نظام وطني متكامل صعبًا، وإضافة إلى ذلك، تواجه البلاد نقصًا في العمالة الماهرة لإدارة هذه المنظومة الصناعية متعددة الطبقات؛ ما يهدد بتحويل طموح الاستقلال إلى مجرد وهم صناعي، إذا لم تستثمر بيشكيك في التدريب والتعليم وتطوير القدرات المحلية.
ويؤكد محللون أن هذه التحركات، تكشف محاولات قرغيزستان لتحقيق توازن دقيق: الاستفادة من خبرات الشركاء الأجانب دون الوقوع في فخ التبعية، وتحويل البلاد من مجرد مركز لإعادة التصدير إلى لاعب صناعي قادر على إنتاج القيمة محليًا، مع مراعاة الاستدامة والقدرة على المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية سريع النمو.