قالت صحيفة "لوموند" إن طموحات قطاع السياحة في اليابان معرضة للخطر؛ بسبب النقص المتزايد في وقود الطائرات.
ولفتت إلى ارتفاع عدد الزوار الدوليين إلى اليابان، حيث تم تسجيل 17.8 مليون مسافر من يناير إلى يونيو، وهو رقم قياسي جديد في النصف الأول من العام.
وأشارت الصحيفة إلى أن المطارات اليابانية تعاني نقصًا حادًّا في الكيروسين؛ ما يمنعها من استيعاب 140 رحلة إضافية في الأسبوع.
واستجابة لذلك، سمحت الحكومة اليابانية للمصافي في الـ 19 من يوليو بزيادة الطاقة الإنتاجية، وحثت شركات التجارة على استيراد المزيد من الوقود.
ولفتت إلى أن مطار ناريتا، وهو البوابة الدولية الرئيسة للبلاد بالقرب من طوكيو، قد تأثر إلى حد بعيد.
وارتفعت حركة الركاب في ناريتا 72% إلى 35.2 مليون في السنة المالية المنتهية في مارس.
ويستمر هذا النمو بوتيرة سريعة، وفي الـ 16 من يوليو، تلقى مطار ناريتا على وجه السرعة شحنة وقود مباشرة من كوريا الجنوبية.
بدورها، تخطط الحكومة لمعالجة الأزمة الحالية، من خلال تجنيد أفراد إعادة التزود بالوقود وإعادة توجيه شاحنات الصهاريج المستخدمة عادة في الطرق الدولية لتزويد المطارات المحلية، حتى تتمكن المصافي الوطنية من تعزيز إنتاجها.
وقال شونيتشي كيتو، رئيس جمعية البترول في اليابان: "ستظل واردات الكيروسين ضرورية هذا الشتاء".
يشار إلى أنه على مدى العقد الماضي، خفضت المصافي اليابانية قدرتها الإنتاجية؛ بسبب انخفاض الطلب المحلي الناجم عن الشيخوخة السكانية وارتفاع عدد المركبات الموفرة للوقود؛ ما أدى إلى إغلاق العديد من المصافي.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء فوميو كيشيدا الحاجة إلى الاستفادة من طفرة السياحة "لدعم النمو الإقليمي" في يناير، إذ تهدف الحكومة إلى زيادة السفر إلى المناطق الأقل زيارة والاستعداد للتدفق المتوقع للزوار لمعرض أوساكا الذي يبدأ في أبريل 2025.
وأكدت الصحيفة الفرنسية إلى أن أهداف السياحة في اليابان تواجه تحديًا آخر، من حيث نقص الموظفين، حيث يعاني قطاع البترول من نقص سائقي شاحنات الصهاريج، والذي تفاقم بسبب التشريع الجديد الذي دخل حيز التنفيذ في أبريل، والذي يحد بشكل كبير من ساعات العمل الإضافي لسائقي الشاحنات.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في سبتمبر 2023، تلقى مطار ناريتا طلبات بـ 152 رحلة إضافية أسبوعيًّا، لكنه لم يتمكن من الموافقة إلا على 101 رحلة بسبب نقص الموظفين.
وكذلك انخفض عدد الموظفين في 61 شركة متخصصة في الخدمات الأرضية 14% بين مارس 2019 وخريف 2023، ليصل إلى ما يقرب من 12100 عامل، وفقًا لوزارة النقل.
ويعد الافتقار إلى الرواتب الجاذبة عاملاً رئيسًا في هذا الانخفاض، فيما قالت الصحيفة إنه مع "سعي اليابان إلى دعم نمو السياحة، فإن معالجة كل من إمدادات الوقود ونقص الموظفين سيكون أمرًا بالغ الأهمية لضمان قدرة مطاراتها على تلبية الطلب المتزايد".
