الاتحاد الأوروبي يناقش خطة لتخزين الغاز في أوكرانيا

يناقش الاتحاد الأوروبي خطة جديدة تهدف إلى استغلال سعة تخزين الغاز الكبيرة تحت الأرض في أوكرانيا لحل خلاف طويل الأمد بين كييف وسلوفاكيا، وفقًا لمسؤولين مطلعين على المحادثات.

وقالت مجلة "بوليايكو" الأمريكية، إن هذا الاقتراح، الذي ناقشه المفوضون الأوروبيون لأول مرة خلال زيارتهم إلى كييف الشهر الماضي، يهدف إلى تهدئة غضب سلوفاكيا بسبب خسارة عائدات الطاقة نتيجة انتهاء اتفاقية نقل الغاز بين أوكرانيا وروسيا في يناير/كانون الثاني.

وكانت الاتفاقية تتيح إدخال الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، حيث تحصل سلوفاكيا على رسوم عبور تصل إلى 500 مليون يورو سنويًا.

وحثّ رئيس وزراء سلوفاكيا الموالي لروسيا، روبرت فيكو، أوكرانيا على إحياء الاتفاقية، مهددًا بوقف صادرات الكهرباء إلى كييف ودعم اللاجئين. لكن كييف لم تتراجع.

وتدرس المفوضية الأوروبية، وهي السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، حاليًا خطة من شأنها المساعدة في استئناف تدفق الغاز إلى سلوفاكيا، وفقًا لمسؤول في المفوضية ومسؤول حكومي في الاتحاد الأوروبي.

ومن شأن الخطة تجنب الحاجة إلى شراء الغاز من روسيا - وهو أمر محظور تمامًا بموجب خطة إعادة الطاقة الأوروبية التي تهدف إلى التخلص التدريجي من واردات موسكو بحلول عام 2027.

وبدلاً من ذلك، ستزيد أوكرانيا من وارداتها من الغاز من اليونان وتركيا وتخزن ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز في منشآت التخزين الخاصة بها، حسبما قال المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

وبعد ذلك، ستمر هذه التدفقات عبر خطوط الأنابيب السلوفاكية إلى دول مثل المجر خلال فصل الشتاء عندما تكون الإمدادات منخفضة.

وقال مسؤول المفوضية إن ذلك "سيجعل سلوفاكيا دولة عبور مرة أخرى"، مضيفًا أنها ستحترم أيضًا "خطًا أحمر" لبروكسل: "يجب أن يكون متوافقًا مع أهداف الاتحاد الأوروبي".

ويتعرض الاتحاد الأوروبي لضغوط لتسوية النزاع بعد أن أمر قادة الحكومة في وقت سابق من هذا الشهر المفوضية بإيجاد "حلول عملية لقضية عبور الغاز" - وهو نداء وُجه لكسب دعم فيكو لمبادرات الإنفاق الدفاعي.

وقد ألمح الاتحاد الأوروبي في وقت سابق إلى فوائد استغلال كامل لمواقع التخزين العملاقة تحت الأرض في أوكرانيا، والتي تعد الأكبر في أوروبا ويمكنها نظريًا تخزين ربع الطاقة الإجمالية الحالية للاتحاد.

 وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال زيارة فريقها إلى كييف الشهر الماضي بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا: "سنستغل كامل إمكانات مخزونات الغاز الضخمة في أوكرانيا، والتي يقع 80% منها بالقرب من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي". وأضافت: "هذا يُدر دخلاً لأوكرانيا. وستؤدي كل هذه الجهود إلى تعزيز أمن الطاقة لكل من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي".

استيراد الغاز من أذربيجان

في غضون ذلك، قال مسؤول المفوضية إن المقترح سيتجنب أيضًا الصعوبات التي تنطوي عليها خطة بديلة اقترحتها سلوفاكيا سابقًا، وهي استيراد الغاز من أذربيجان.

ورغم أن سلوفاكيا تُجادل بإمكانية استبدال تدفقات الغاز الروسية عبر أوكرانيا، فقد حذّر خبراء من أن باكو قد تضطر إلى الاعتماد على غاز موسكو لتلبية احتياجات الاتحاد الأوروبي، نظرًا لمحدودية قدرة أذربيجان على زيادة صادراتها المحلية من الغاز وافتقارها إلى الشفافية.

وبدأت بعض دول الاتحاد الأوروبي تتقبل الفكرة الجديدة. وقالت وزيرة المناخ والبيئة الفنلندية، ساري مولتالا، في مقابلة إن "الحلول التي يمكن أن تؤدي إلى عدم اعتماد دول الاتحاد الأوروبي على الغاز أو النفط الروسي أفضل من الحلول القائمة".