في مواجهة صعود الصين.. هوندا ونيسان في طريقهما للاندماج

كشفت شركتا هوندا ونيسان، اليوم الأربعاء، عن إجراء محادثات بشأن الاندماج أو أي تعاون آخر في المستقبل لمواجهة صعود الصين. وقالتا إنهما لم تتخذا قرارًا نهائيًا بالخصوص. بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتُسلط المناقشات بين اثنتين من أكبر شركات صناعة السيارات في اليابان، هوندا ونيسان، ومنافسيها منذ فترة طويلة الضوء على كيفة مواجهة صعود الصين السريع في سوق السيارات العالمية، بما يعيد تشكيل هذه الصناعة.

ويأتي الاندماج المحتمل بعد صراعات تواجهها شركات صناعة السيارات في الصين، وتراجع شركة نيسان في الولايات المتحدة. 

وبحسب الصحيفة، تقاربت هوندا ونيسان هذا العام، وأعلنتا سابقًا عن خطط للعمل معًا على تقنيات الكهرباء، سعيًا لتقاسم تكاليف التطوير.

وتُكافح كلتاهما في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، بعد أن تعثّرتا بسبب التحول السريع في ذلك البلد إلى السيارات الكهربائية والمركبات الهجينة. كما سجلت نيسان نتائج أضعف في الولايات المتحدة. 

وفي حين يتوقع أن يسمح هذا الاندماج لهوندا ونيسان بالسعي إلى تحقيق التآزر في مجال الشراء وتطوير التكنولوجيا، لكنه سيشكل أيضًا تحديات لشركتين لهما ثقافات مختلفة وتشكيلات سيارات متداخلة جزئيًا.

إعادة هيكلة

وأشارت الصحيفة إلى أن نيسان أعلنت، الشهر الماضي، عن خطط إعادة هيكلة تتضمن خفض 9 آلاف وظيفة على مستوى العالم وخفض طاقتها الإنتاجية العالمية بمقدار الخمس. كما خفّضت توقعات مبيعات السيارات لجميع الأسواق الرئيسة، وخاصة الصين وأمريكا الشمالية.

وفي وقت سابق من هذا العام، أوقفت نيسان إنتاج السيارات في مصنعها في تشانغتشو بشرق الصين، في حين سعت شركة هوندا إلى خفض عدد العمال في مشروع مشترك في الصين من خلال عمليات الشراء الطوعية. 

مواكبة التقدم العالمي

وقال محللون إن محادثات الاندماج بين هوندا ونيسان كانت مدفوعة بالمنافسة المتزايدة من صانعي السيارات الكهربائية مثل تسلا وبي واي دي الصينية. حيث تقود شركة تسلا وشركات صناعة السيارات الصينية الطريق في مجال القيادة الذاتية والبرمجيات، ويحتاج صانعو السيارات إلى الاستثمار بكثافة لمواكبة ذلك.

 وتابعت الصحيفة بأن حظوظ نيسان تراجعت هذا العام. حيث انخفض الدخل التشغيلي في نصف العام المنتهي في 30 سبتمبر/ أيلول بنسبة 90% عن العام السابق، وانخفضت مبيعات مجموعة نيسان في الولايات المتحدة بنسبة 2% في الربع من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول.

تراجع الأرباح

وفي الشهر الماضي خفضت هوندا توقعاتها السنوية لمبيعات السيارات وصافي الربح. حيث سجلت انخفاضًا في أرباحها خلال النصف الأول من سنتها المالية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ضعف أعمالها في مجال السيارات في الصين.

وفي الصين، أظهرت بيانات من جمعية سيارات الركاب الصينية أن 52% من سيارات الركاب المباعة في نوفمبر/ تشرين الثاني كانت إما سيارات كهربائية كاملة أو هجينة. 

ومع تحول السوق بسرعة بعيدًا عن السيارات التي تعمل بالبنزين، استحوذت العلامات التجارية المحلية على حصة من شركات صناعة السيارات اليابانية والألمانية والأمريكية.

وقال اتحاد السيارات إنه في الأشهر الـ11 الأولى من هذا العام، شكلت العلامات التجارية الصينية 60% من مبيعات سيارات الركاب في الصين، بزيادة 8.5 نقطة مئوية عن العام السابق.

تعزيز الصدارة

ولفتت الصحيفة إلى أن هوندا باعت العام الماضي نحو 4 ملايين سيارة على مستوى العالم، وباعت نيسان نحو 3.4 مليون سيارة، بحسب الشركتين. وإذا مضى اندماجهما قدمًا، فستكون الشركة المندمجة مستعدة لاحتلال المركز الثالث عالميًا في مبيعات السيارات، خلف تويوتا وفولكس فاجن؛ ما لم تقم بتقليص الإنتاج لتقليل التداخلات.

وخلصت الصحيفة إلى أن صناعة السيارات اليابانية بدأت تندمج تدريجيًا في معسكرين؛ إحداهما ترأسها شركة تويوتا، التي تمتلك حصص أقلية في سوبارو ومازدا وسوزوكي. والآخر يجمع بين هوندا ونيسان وميتسوبيشي موتورز. 

وتمتلك نيسان ما يقرب من ربع شركة ميتسوبيشي بعد أن قلصت حصتها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.