بوتين: روسيا ستسمح لمواطني الصين بدخول أراضيها بدون تأشيرة
تراجعت الولايات المتحدة والصين عن حافة حرب تعريفات جمركية حادة، والتي قاربت فرض حظر تجاري شامل بين أكبر اقتصادين في العالم، حتى مع عدم تقديم بكين أي التزام حتى الآن بتغيير ممارساتها التجارية.
ويُعدّ الاتفاق الجديد، بحسب "بوليتيكو" اعترافا بأن الانفصال الاقتصادي الكامل بين الولايات المتحدة والصين سيكون مؤلماً للغاية لكلا الجانبين، على الرغم من التباهي العلني من جانب كل من ترامب وبكين.
وكان كلا البلدين يتعرضان لضغوط اقتصادية متزايدة. ففي الصين، دارت أحاديث عن إغلاق مصانع وارتفاع معدلات البطالة، بينما سادت مخاوف في الولايات المتحدة ليس فقط من ارتفاع الأسعار، بل من نقص في الإمدادات أيضا، وفق الصحيفة.
وقال نيكولاس بورست، مدير أبحاث الصين في شركة الاستشارات الاستثمارية "سيفارير كابيتال بارتنرز": "يحاول كلا الجانبين تصوير الوضع على أنه يائس أكثر من الآخر. إلا أن ما شهدناه لم يكن سوى بداية المعاناة الاقتصادية".
وبالنسبة للشركات الأمريكية العاملة عبر الحدود، قد يوفر تخفيف التصعيد بعض العزاء. لكن الرسوم الجمركية المتبقية البالغة 30% والمُضافة على السلع الصينية ستُقلل بشكل كبير من الأرباح، وستكون باهظة التكلفة في بعض القطاعات.
ولا يزال متوسط معدل الرسوم الجمركية الفعلي في الولايات المتحدة 17.8% بعد الانسحاب، وهو أعلى مستوى منذ عام 1937، وفقًا لمختبر ميزانية جامعة ييل.
ومن أسباب تراجع ترامب عن حربه التجارية ضد الصين، ما كشفه مسؤول سابق في إدارة الرئيس الأمريكي، من أن الاجتماع بين الولايات المتحدة والصين نتج عن ضغوط مارستها قطاعات صناعية مختلفة على البيت الأبيض.
وأضاف أن شركات صناعة السيارات والصناعات الدفاعية كانت قلقة بشكل خاص بشأن قدرتها على الحصول على مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة من الصين لدعم الإنتاج.
وقال المسؤول السابق: "لقد نجحت القيود الصينية على الصادرات إلى الولايات المتحدة. لقد تسببت في معاناة كبيرة دفعت الحكومة الأمريكية إلى مناشدة الحكومة الصينية التراجع عن قرارها".
وأضاف: "لم تكن سلاسل التوريد لدينا مستعدة لهذا الاضطراب، لذلك سعى البيت الأبيض إلى عقد اجتماع مع الحكومة الصينية لحل هذه المشكلة بالنسبة للصناعات الأمريكية".
بكين تعاني أيضاً
وكانت بكين أيضا تشهد تعثر اقتصادها حتى قبل أن يبدأ ترامب حربه التجارية. وتُعاني الصين من نمو اقتصادي ضعيف بسبب ركود قطاع العقارات وتباطؤ الاستهلاك المحلي الذي تحدى إجراءات التحفيز.
وفاقمت رسوم ترامب الجمركية في "يوم التحرير" هذه المشاكل باستهدافها قطاع الصناعات التحويلية التصديرية في الصين، الذي يُسهم بنحو خُمس الناتج المحلي الإجمالي السنوي للبلاد.
وانكمش نشاط المصانع في أبريل/نيسان بسبب ما وصفه المكتب الوطني للإحصاء الصيني بـ"التغيرات الحادة في البيئة الخارجية"، وفقًا لصحيفة الغارديان.
بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، الذي تعتمد شرعيته على تحقيق نمو اقتصادي ثابت، تُمثل مثل هذه الانكماشات الاقتصادية صيغة لاحتجاجات عامة محتملة قد تُهدد استقرار النظام.
سجل ترامب في التراجع
وفي تفسير أسباب تراجع البلدين عن حربهما، هناك السجل الطويل لترامب في التراجع عن قرارات "متهورة" وهي عادة موروثة منذ ولايته الأولى، إضافة إلى أنه لم يتوقع الرد الصيني "الندّي".
ووجهت وزارة الخارجية الصينية فور صدور قرارات "يوم التحرير" انتقاداً لاذعاً للحرب التجارية التي يشنها ترامب ضد بكين، حيث نشرت الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لافتا يدعو المجتمع الدولي إلى "الوقوف في وجه الزعيم الأمريكي المتنمر". ثمّ أتبعت ذلك بسلسلة من الإجراءات العقابية رداً على رسوم ترامب "الباهظة".
