تشير تقديرات، إلى أن الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الإسباني بسبب "التمييز" تبلغ 17 مليار يورو سنويًا، ويشمل ذلك "التمييز" في سوق العمل وفي التعليم.
وبحسب صحيفة "El Mundo" الإسبانية، يؤدي "التمييز" ضد العمالة إلى تقليص الناتج المحلي الإجمالي الإسباني بمقدار 12.3 مليار يورو، أي بنسبة 1%.
أما الخسائر الناجمة عن "التمييز" الثاني، المتعلق بقدرات الأفراد، فتصل إلى 4.8 مليار يورو.
وتستند هذه الأرقام إلى دراسة أعدها الأساتذة رامون ماهيا وإيفا ميدينا من جامعة مدريد المستقلة، بتكليف من المرصد الإسباني للعنصرية وكراهية الأجانب التابع لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة.
وفي إسبانيا، يُشكل المهاجرون 13.6% من المساهمين في الضمان الاجتماعي و16% من العاملين لحسابهم الخاص، بحسب بيانات الحكومة لعام 2022، وهو العام الذي تناولته الدراسة.
كما تشير الدراسة أيضًا إلى أن معدل البطالة بين المهاجرين بلغ 18.2% مقارنة بـ11.6% بين المواطنين الإسبان، ما يترجم إلى خسارة تقدر بنحو 5.1 مليار يورو.
وفيما يتعلق بمعدل النشاط، فإن الفروق تكون أقل بشكل ملحوظ بين المواطنين والمهاجرين، لكن الفجوة تظهر أكثر في نسبة النساء المهاجرات في القوى العاملة، إذ يوجد فرق سلبي قدره 2.3%، ما يعني استبعاد 65.500 عاملة من سوق العمل وخسارة تقدر بـ1.2 مليار يورو سنويًا.
وبينما يعد معدل البطالة أعلى بنسبة 6.6% بين الأجانب، فقد تم تصحيحه في الدراسة ليصل إلى 5% عند التحكم في تأثير المتغيرات الأخرى، ما يؤدي إلى تأثير سلبي في نحو 248 ألف شخص، مع خسارة تقدر بـ5.1 مليار يورو، أي 0.38% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتؤكد الدراسة أن المهاجرين أكثر عرضة بنسبة 15% للعمل في وظائف أدنى من مؤهلاتهم مقارنة بالمواطنين الإسبان، ما يتسبب بخسارة تقدر بـ2.8 مليار يورو، أي 0.21% من الناتج المحلي الإجمالي.
وفيما يخص التعليم، تشير الدراسة إلى أن معدل الالتحاق بين الطلاب الإسبان أعلى بنسبة 17% مقارنة بالطلاب المهاجرين، ما يؤدي إلى خسارة تقدر بنحو 3.4 مليار يورو، أي 0.25% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتناولت الدراسة عدم المساواة في الوصول إلى التعليم الجامعي بين الطلاب المهاجرين والمواطنين الإسبان بعد التخرج في المدرسة الثانوية، إذ تقدر الخسارة في هذه الفئة بـ3.9 مليار يورو.
ويشكل المهاجرون 18% من إجمالي السكان في إسبانيا، وهناك 38 مهاجرًا لكل 100 مواطن في الفئة العمرية الأكثر نشاطًا بين 25 و49 عامًا.