logo
اقتصاد

واشنطن وبكين.. سباق للتهدئة قبل الانفجار التجاري الكبير

ترامب وشيالمصدر: منصة إكس

يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوفيق بين الضغط على الصين وتهدئة الأسواق في الوقت ذاته، في موازنة دقيقة تراقبها وول ستريت عن كثب؛ حيث أعلن ترامب في وقت سابق عن نيته فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتبارًا من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، ردًا على تحرك بكين لفرض قيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة.

وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه في الأيام الأخيرة، أجرى الرئيس الأمريكي محادثات مع كبار المسؤولين، بما في ذلك وزير الخزانة سكوت بيسنت، لإرسال رسالة تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية.

تأتي هذه الخطوة في ظل تقارير تفيد بأن ترامب ألمح إلى احتمال عدم لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ؛ ما أثر على أسواق الأسهم الأمريكية وخلق قلقًا بشأن استقرار الأسواق العالمية.

أخبار ذات علاقة

ميناء صيني

تصعيد تجاري جديد.. الصين تبدأ فرض رسوم موانئ على السفن الأمريكية

ومع ذلك، خفف ترامب من موقفه فيما بعد وألمح إلى إمكانية اللقاء، وكتب على موقعه الاجتماعي "تروث سوشيال": "لا تقلقوا بشأن الصين! كل شيء سيكون على ما يرام"، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى لمساعدة الصين، في خطوة تصالحية تهدف لتهدئة الأسواق.

استراتيجيات الولايات المتحدة لمواجهة الصين

وذكرت الصحيفة أنه في داخل الإدارة الأمريكية كانت هناك مناقشات مكثفة حول أدوات الضغط على الصين إذا لم تتراجع عن سياساتها.

وشملت الأفكار استهداف الأسهم الصينية المدرجة في البورصات الأمريكية من خلال تعزيز مراجعات الحسابات، واتخاذ إجراءات لتعزيز البنية التحتية الأمريكية ضد التدخلات الصينية، ومعاقبة الشركات الصينية المتورطة في الأعمال النفطية الروسية، أو تقييد قدرة الشركات الصينية على الاستثمار في الولايات المتحدة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم هذه الخيارات، اتفق ترامب وبيسنت ومستشارون آخرون على إعطاء الأولوية لاستقرار الأسواق العالمية، مع تجنب أي تصعيد فوري مع بكين.
 

أخبار ذات علاقة

سفينة صينية بالقرب من جزر متنازع عليها مع الفلبين

بعد تصادم بحري.. واشنطن تؤكد دعمها للفلبين في مواجهة الصين

وقد تضمن اللقاء الأخير بين بيسنت ومسؤولين صينيين توضيحًا بأن ترامب منفتح على محادثات تهدئة التوترات، لكنه لم يستبعد أيضًا اللجوء إلى إجراءات مضادة إذا لم تتراجع الصين، مؤكدًا استعداد الولايات المتحدة للتحرك وفق الضرورة.

استجابة الصين وحذرها الاستراتيجي

على الجانب الصيني، أصدرت وزارة التجارة الصينية بيانًا وصفه المراقبون بأنه محاولة لتهدئة التوتر دون التخلي عن سيطرة بكين على تصدير المعادن النادرة. وأكدت الوزارة أن القيود الجديدة تستهدف الاستخدامات العسكرية، وليس التطبيقات المدنية؛ ما يريح الشركات ويجنب الأسواق العالمية صدمات كبيرة.

كما لم تمنح وسائل الإعلام الصينية تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية اهتمامًا واسعًا، في إشارة إلى رغبة بكين في تخفيف التصعيد.

رغم ذلك، لم تلغِ بكين سياستها بالكامل، تاركة الباب مفتوحًا لردود فعل مستقبلية. وحذّر المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان من أن الصين ستتخذ "إجراءات حازمة" إذا أصرت الولايات المتحدة على نهجها، مؤكدًا استعداد بكين للرد إذا تطلب الأمر.

ويأمل المراقبون والشركات الأمريكية في أن يتجنب الجانبان دورة جديدة من الرسوم الجمركية المكونة من ثلاثة أرقام، مؤكدين على ضرورة خفض التصعيد والمضي نحو التفاوض لتفادي خسائر اقتصادية واسعة، في وقت يحرص فيه كلا الطرفين على تحقيق توازن بين المصلحة الاقتصادية والضغط الاستراتيجي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC