سجل الريال الإيراني انهياراً كبيراً، وتجاوزت قيمة كل دولار أمريكي الـ600 ألف ريال في سوق طهران؛ وذلك بعد يوم واحد من إجراء انتخابات البرلمان ومجلس خبراء القيادة.
وبين تصفح مواقع معلومات الذهب والعملات الأجنبية، اليوم السبت، أن سعر اليورو تجاوز الـ650 ألف ريال في أول يوم تداول من الأسبوع الجاري في سوق طهران، ووصل سعر الجنيه الإسترليني إلى 760 ألف ريال، كما وصل سعر العملات الذهبية في السوق إلى 350 مليون ريال.
وكتب الخبير الاقتصادي داود سوري، على منصة "إكس" ساخرًا: "منذُ أن قالوا إننا لا نعترف بالدولار، ضرب رأسه واتجه إلى الجبل"، بالإشارة إلى تصريحات وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي، الذي قال فيها: "لا نعترف بسعر الصرف في السوق الحرة".
ويواجه سوق العملات والذهب في السنوات الأخيرة في إيران العديد من التقلبات، وهي قضية يرى الكثير من الخبراء أن سببها عدم كفاءة إدارة البلاد، وهو ما أدخل المجتمع الإيراني في أزمات متشابكة من السياسة الخارجية المسببة للتوتر، إلى السياسات الأيديولوجية الاجتماعية والسياسية والثقافية التي أظهرت نتائجها في مختلف مجالات الاقتصاد والمعيشة لجزء كبير من المجتمع.
واعتبر الخبير الاقتصادي الإيراني بروز حق شناس، أن العملات الأجنبية وتحديداً الدولار سيواصل ارتفاعه في السوق الحرة قبل حلول العام الإيراني الجديد وبدء عطلة عيد النوروز.
وبين لـ"إرم نيوز"، أن "الدولار وصل اليوم إلى أعلى مستوى تاريخي، وهذا الاتجاه الذي سوف يستمر عليه"، مستبعداً أن يعاود الدولار الانخفاض بعد انتهاء مسألة الانتخابات وإعلان النتائج الرسمية.
وتوقع شناس أن يسجل الدولار رقماً جديداً أعلى من القيمة الحالية، حيثُ قال: "كلما نقترب من العام الإيراني الجديد 21 آذار/مارس الجاري، يرتفع الدولار، وسيواصل ارتفاعه أيضًا في الربع الأول من العام المقبل".
سياسة البنك المركزي الإيراني فشلت في الحد من انهيار العملةبروز حق شناس
ولفت إلى أن "سياسة البنك المركزي الإيراني فشلت في الحد من انهيار العملة"، مضيفًا: "كان سعر الدولار عشية عيد النوروز عند نفس النقطة التي كان عليها في نفس الوقت من العام الماضي".
وفقد الريال الإيراني 20% من قيمته المتبقية في الشهرين الماضيين وحدهما مقابل العملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي، كما ارتفعت أسعار جميع أنواع العملات المعدنية بنفس المقدار.
ومنذ أن جاءت حكومة إبراهيم رئيسي إلى السلطة (آخر عامين ونصف)، فقد الريال الإيراني ما يقرب من 60٪ من قيمته، رغم أنها رفعت شعار تثبيت سعر الصرف ومنع التضخم والسيطرة على السيولة من خلال وقف الاقتراض الحكومي، لكنها في كل المؤشرات المذكورة كانت في وضع أسوأ مقارنة بالحكومات السابقة.
يحمل الريال الإيراني لقب "أكثر عملة عديمة القيمة في العالم" منذ العام الماضيمجلة "فوربس"
وبحسب التقييمات الدولية، بما فيها مجلة "فوربس" المتخصصة، فإن الريال الإيراني يحمل لقب "أكثر عملة عديمة القيمة في العالم" منذ العام الماضي.
ويظهر تقرير مركز الإحصاء حول الوضع الاقتصادي في إيران أنه في شهر فبراير/شباط الماضي، كان معدل التضخم لـ38 مادة غذائية مختارة أعلى من معدل التضخم السنوي.