تحتضن مدينة دبي، مقرا لأكبر مزرعة رأسية في العالم، يمكنها إنتاج أكثر من 900 ألف كيلوغراما من المحاصيل الخضراء.
وتضم المزرعة الفريدة من نوعها، التي تحمل اسم ECO1، وتبلغ مساحتها مساحة 100 ألف متر مربع، أرففا تحتوي على الخس والسبانخ وغيرها من مختلف المحاصيل الخضراء، وهي تحت إدارة شركة Crop One الأمريكية المتخصصة في مجال الزراعة الرأسية، ومقرها بوسطن.
وتمد الشركة خطوط الطيران الإماراتية بكافة احتياجاتها من المواد الغذائية، عبر شراكة مع شركة تقديم خدمات المسافرين على متن الطيران الإماراتية.
وتعمل المزرعة بمجموعة من الأنظمة الإلكترونية الذكية التي تتحكم بمختلف المتغيرات، مثل الإضاءة والرطوبة والمواد الغذائية التي تصل المزروعات للحفاظ على سلامتها وتقديمها القيم الغذائية الطبيعية من خلالها، إلى جانب المتابعة المستمرة لعملية نمو المحاصيل.
وتستهلك المزرعة مياها بنسبة 95% أقل من التي تتطلبها الزراعة التقليدية في الأراضي الزراعية، كما تتجنب استهلاك المبيدات الكيميائية والمواد الكيميائية الموجهة تجاه التخلص من الحشائش الضارة؛ لأن الزراعة الرأسية تعتمد على الزراعة داخل بيئة يتم التحكم في كافة عواملها.
وكشف كرايج راتاجسزيك، المدير التنفيذي لشركة "كورب ون"، في حوار مع موقع FastCompany، أن "المحاصيل الزراعية التي يتم تنشئتها داخل المزرعة الرأسية لشركته لا تحتاج للغسل قبل الأكل، حيث إنها نظيفة بالكامل ولا تتضمن أية آثار للتربة أو حشرات ضارة، وأن صلاحية تلك المحاصيل تكون طويلة الأجل ولا تصاب بالتلف، إلا بعد سفرها على متن الطائرات لآلاف من الأميال".
لكن المثير للاهتمام أن الشركة لم تكشف عن حجم الطاقة المستهلكة في مزرعتها خاصة وأن الإضاءة وأنظمة التبريد من العوامل الرئيسية لإنجاح تلك التجربة.
ومن المتوقع أن يكون حجم استهلاك الطاقة من التحديات التي تواجه المشروع، خاصة وأن المناخ في دبي غاية في الحرارة.
يذكر أن المزرعة ستسهم بجزء بسيط من احتياجات سكان الإمارات، الذين يبلغ تعدادهم 10 مليون نسمة، من المحاصيل الزراعية في اليوم الواحد، ولكن الحكومة الإماراتية تسير في طريقها نحو التوسع في تطبيق النهج الزراعي الجديد.
وكانت إمارة أبوظبي أعلنت استثمارها مؤخرا حوالي 100 مليون دولار بالزراعة الرأسية، وتتضمن تلك الاستثمارات إنشاء وحدة بحثية تعمل على تطوير أساليب وتقنيات الزراعة الرأسية.
يشار أن الزراعة الرأسية تشهد تطورا وانتشارا كبيرا على مستوى العالم، حيث من المتوقع أن يزدهر هذا القطاع لتصل قيمته السوقية إلى 9.7 مليار دولار على مستوى السنوات الأربع المقبلة.
