وافق مجلس الوزراء الإيراني على خطة حذف 4 أصفار من العملة الوطنية، لتصبح الوحدة النقدية الرسمية الجديدة هي "التومان"، فيما ستُستخدم وحدة "القران" كوحدة خردة للنقود، في خطوة تهدف إلى تبسيط المعاملات المالية وتقليل تكاليف طباعة النقود.
جاء ذلك في إعلان رسمي للمتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني، التي أكدت في مؤتمر صحفي أن القرار اتُخذ ضمن جلسات الحكومة الأخيرة، مشيرة إلى أن "التومان" سيحل محل "الريال" كعملة رئيسة في البلاد.
وفي سياق متصل، صرح ميثم ظهوریان، عضو لجنة الاقتصاد في البرلمان، بأن حذف الأصفار يعد إجراءً مالياً يهدف إلى تحسين صورة العملة الوطنية وتعزيز الثقة بها، معتبراً أن هذا الإجراء لا يعني بالضرورة تحسنًا في القوة الشرائية أو السيطرة على التضخم دون حلول اقتصادية جذرية.
وكان محمد رضا فرزین، محافظ البنك المركزي الإيراني، قد وصف هذه الخطوة بأنها "أحد الإجراءات المهمة لهذا العام"، مشيرًا إلى ضرورة تحسين صورة الريال في الأسواق العالمية.
ويشير هذا القرار إلى إعادة إحياء وحدة "القران" كوحدة خردة، التي كانت متداولة في النظام النقدي الإيراني قبل الثورة عام 1979، لكنها تراجعت بفعل ارتفاع معدلات التضخم المستمر.
ويأتي هذا التعديل وسط تدهور ملموس في قيمة العملة الإيرانية خلال العقود الماضية، فقد أصبحت العبارات الشعبية مثل "لا تساوي حتى قراناً واحداً" تعكس الأزمة الاقتصادية العميقة التي يعانيها الاقتصاد الإيراني.
ويتوقع أن يُعرض مشروع القانون الخاص بحذف الأصفار على البرلمان في الأشهر المقبلة لإقراره، مع دراسة الجوانب التقنية لتطبيق هذا التغيير، بما في ذلك تكاليف طباعة الأوراق النقدية والعملات المعدنية الجديدة.
هذا التحول النقدي يمثل محاولة من السلطات الإيرانية لإعادة الثقة في العملة المحلية وتحسين المعاملات الاقتصادية اليومية للمواطنين، وسط تحديات اقتصادية كبيرة وارتفاع مستمر في معدلات التضخم.