logo
اقتصاد

السعودية تستلهم طاقة الرياح بدلا من النفط في احتفالات اليوم الوطني

السعودية تستلهم طاقة الرياح بدلا من النفط في احتفالات اليوم الوطني
21 سبتمبر 2021، 10:08 ص

تستعد السعودية، التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، للاحتفال باليوم الوطني بعد يوم غد الخميس، لكن مصدر ثروتها الرئيس، سوف يغيب عن مظاهر الاحتفال بالمناسبة الوطنية هذا العام، مع حضور طاقة الرياح حديثة العهد في البلاد.

وكشفت هيئة الترفيه الحكومية، التي تنظم فعاليات وأنشطة واسعة بمناسبة اليوم الوطني الذي يرمز لتوحيد المملكة، عن أيقونات ورسومات عديدة تمثل معالم ومشاريع عملاقة شهيرة في البلاد، وبينها مزرعة الرياح الوحيدة التي بدأت الشهر الماضي، بتوليد الكهرباء لأول مرة في المملكة.


e0d1e5c6-8536-44a8-b112-e1b9989633ae



وتتضمن إحدى الصور التي عرضتها الهيئة في كتيب خاص بالاحتفالات، صورة لعدد من توربينات الرياح بينما تظهر في الخلفية الشمس والجبال والغيوم، في إشارة للطاقة المتجددة التي تتسابق دول العالم للتوصل لها والاستفادة من تكلفتها المنخفضة وسلامتها على المناخ.

وترمز تلك التوربينات لمزرعة الرياح في دومة الجندل في شمال المملكة، والتي تضم 99 توربينا تولد الكهرباء لتغذية 70 ألف منزل، بينما يجري العمل في مشاريع أخرى للطاقة المتجددة، بهدف الوصول إلى توفير 50% من الكهرباء في المملكة من مصادر متجددة بحلول 2030.


513d2cae-a742-4ac0-82a6-e9621261037f



ولا يوجد بين الصور الكثيرة التي طرحتها الرياض للاحتفال، أي إشارة للنفط، أشهر معلم في السعودية، التي تنتج أكثر من 10 ملايين برميل منه يوميا، حيث تستخدم قسما منه لتوليد الكهرباء وتوفير الوقود للسيارات، وتصدر القسم الأكبر لدول العالم، لتحصل على عوائد مجزية شكلت لعقود المورد الرئيس لميزانية المملكة.

وشكلت تلك الصور، إشارة واضحة للتوجه الذي تسير نحوه المملكة، حيث يجري العمل منذ العام 2016 على "رؤية 2030"، وهي خطة تنمية عملاقة، تستهدف توفير مصادر طاقة متجددة ووظائف ومنازل وبناء اقتصاد متعدد الموارد بدلاً من الاعتماد على مبيعات النفط كما جرى لعقود.


f076d506-f9d4-4d42-a90c-0b8094bfa019



وتتضمن صور ورسومات الاحتفال أيضا، نظام النقل فائق السرعة، الذي تدرس السعودية إنشاءه لربط مناطقها المترامية، والمعروف باسم ”هايبرلوب“، وقمرا صناعيا ومشاريع طموحة أخرى ليس بينها أي إشارة للخام الأسود.

وتتيح الهيئة للعوائل السعودية، طباعة تلك الأيقونات والرسومات والصور، وتعليقها في المنازل أو استخدامها في التغليف للتفاعل مع الاحتفالات، ما يرسخ تلك المشاريع، بما فيها توربينات طاقة الرياح، في أذهان الأجيال الجديدة من السعوديين، والذي يتفاعلون بشكل لافت مع المناسبة الوطنية مقارنة بكبار السن الذين عاصروا طفرة النفط.


fdd5686c-0d8c-485a-ba06-382d0ef560df



ويزيد الاحتفالات باليوم الوطني في السعودية عاما بعد آخر، بالتزامن مع تغييرات عديدة شهدتها البلاد المحافظة في السنوات الخمس الماضية، عندما تمت تنحية الفتاوى الدينية التي تحرم الاحتفال باليوم الوطني بجانب محرمات كثيرة أخرى، من بينها الفعاليات الفنية والترفيهية التي يحضرها جمهور من كلا الجنسين.


5ab76af7-f9ec-40f3-a78e-4e662fcd7df3



وإذا ما سارت خطط الرياض كما أراد لها قادتها حتى العام 2030، موعد نهاية "رؤية 2030"، فإن توربينات الرياح التي زينت احتفال العام الحالي، والتي تصادف الذكرى 91 لتوحيد السعودية، سيكون لها مكانة تاريخية مشابهة لمكانة بئر الدمام رقم 7، وهي أول بئر نفطية تم اكتشافها بالمملكة في مارس 1938، حيث مولت الرياض من مبيعات البئر وباقي حقول النفط، مشاريع التنمية والتعليم والصحة والبنى التحتية طوال العقود الماضية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC