لا تُغلق أبواب المجد.. فهناك مكان كُتب باسم الأردن.. ليلة من ذهب عاشتها البلاد.. وطن بأكمله وقف على قلب واحد.. الزغاريد علت، والدموع سالت فرحاً، من عمّان إلى المفرق، ومن إربد شمالًا إلى الكرك جنوباً.. لأول مرة.. الأردن يتأهل لكأس العالم.. لكن كيف تحقق هذا الإنجاز؟
لم يكن إنجاز التأهل وليد صدفة.. بل خلاصة مسار طويل، بُني على ثوابت، ومفاتيح نجاح حقيقية.
أولا.. الجيل الذهبي.. جيل لا يُقهر.. تقوده ثلاثية نارية: التعمري، النعيمات، وعلوان.. نجوم أضاءوا القارة، وحسموا اللحظات الكبرى.
ثانيًا.. الاحتراف الخارجي.. اللاعب الأردني لم يعد حبيس الدوري المحلي بل صار ناضجاً، محترفًا، يعرف كيف يتعامل مع الضغوط الكبرى.
ثالثًا.. المدرسة المغربية، من عموتة إلى السلامي.. الانضباط التكتيكي، والاستقرار الفني، رسّخا منظومة متماسكة.
رابعاً.. ثبات التشكيلة.. لا عبث ولا ارتجال.. بل هي خطة واضحة، وتكتيك ثابت، ولغة موحدة داخل الملعب.
خامساً.. ولادة قطب جديد.. نادي الحسين إربد.. القطب الثالث في الدوري الأردني، الذي جعل المنافسة أكثر شراسة، وأفرز أسماء جاهزة للمنتخب.
سادساً.. الإعلام المتزن.. ظل داعماً، عقلانياً، بعيداً عن الضغط والتشويش، على عكس ما جرى مع منتخبات أخرى كالعراق مثلًا.
سابعاً.. آسيا كانت بداية الانفجار.. وصافة كأس آسيا لم تكن نهاية، بل بداية قصة لم تنتهِ بعد.. النشامى أدركوا أنهم من كبار القارة، وبدأوا يطالبون بحصتهم من المجد.
ثامناً.. التصريحات الاستفزازية.. الخصوم أرادوا الإرباك.. فكانوا سبباً في إشعال روح التحدي داخل اللاعبين.
تاسعاً.. الدعم الملكي والجماهيري.. من المدرجات إلى القصر.. والجمهور.. لم يصمت لحظة.
اليوم.. كتب الأردن اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم العالمية.. ليس إنجازاً عابراً بل ولادة جديدة لمنتخب عرف كيف يصنع التاريخ من قلب التحديات.