في غانا لا تُشبه الجنازات تلك التي نعرفها في بقية العالم فهنا تتحول مراسم الوداع إلى مهرجان حياة حيث تمتزج الدموع بالضحكات والحزن بالموسيقى الصاخبة.
يصنع النجارون توابيت أشبه بالأحلام تابوت على شكل طائرة لطيّار أحب السماء وبراد شاي لعاشق الشاي الذي لم يفارق كوبه المفضل في حياته وحتى زجاجة مشروب لعاشقٍ لعلامته المفضّلة.
وسيارة أنيقة لسائق قضى عمره على الطرقات عاشقًا لمحركه وصوت الطريق الذي رافقه حتى آخر لحظة وحتى سمكة ضخمة لصيّاد أحب البحر وارتبطت حياته بموجاته وشباكه.
هذه الطقوس ليست غريبة بالنسبة للغانيين بل هي احتفاءٌ بروح الراحل ورسالة تقول إن الموت ليس نهاية بل رحلة جديدة تُودَّع بالرقص والبهجة.
وفي شوارع أكرا والقرى الساحلية تتحول الجنازات إلى كرنفال ألوان حيث تعزف الفرق الموسيقية وتتمايل الجموع احتفالًا بحياة من رحلوا كأنهم يرددون: "لقد عاش كما أراد فليرحل كما يحب".