في ميدان القتال المشتعل شرق أوكرانيا تتغير قواعد اللعبة بشكل دراماتيكي حيث أصبحت الدراجات النارية لا الدبابات، سيدة المشهد في جبهات القتال الأوكرانية.
فما بين المناورة والسرعة والتخفي الإلكتروني تبرز ملامح تكتيك جديد شرعت روسيا في تبنيه يشبه إلى حد بعيد ما وصفته صحيفة لوفيغارو الفرنسية بـ"تكتيك التنانين" في إشارة إلى وحدات المشاة الخفيفة التي كانت تُقاتل على ظهور الخيول في القرن السابع عشر في أوروبا.
و مع الهيمنة الكاسحة للطائرات المسيّرة على الأجواء باتت أي آلية ثقيلة هدفاً مكشوفاً وسهل التدمير.. ولذلك تتجه موسكو لتغيير قواعد اللعبة من خلال شراء ما يصل إلى 200 ألف دراجة نارية صينية بحلول نهاية عام 2025 بالإضافة إلى عربات خفيفة وسكوترات كهربائية ودراجات هوائية بحسب معهد دراسة الحرب (ISW).
تكتيك الدراجات النارية كما توضح التقارير يعتمد على فرق صغيرة متنقلة مكونة من جندي مسلح وسائق مزود بجهاز تشويش إلكتروني.. ورغم ما تتكبده هذه الوحدات من خسائر فإنها أحرزت تقدماً في مناطق استراتيجية مثل بوكروفسك مستفيدة من قدرتها على التملص من الرصد والاستهداف السريع.
الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية فنسنت توريت يرى أن ساحة المعركة اليوم محكومة بزمن ضيق للغاية حيث قد تعني بضع دقائق فقط الفرق بين الحياة والموت.. ويؤكد أن الخيارات أمام الجنود باتت محصورة إما الدروع الثقيلة التي تُلفت الأنظار أو السرعة الخفيفة التي تتيح فرصة النجاة.
حتى المهام اللوجستية لم تسلم من هذا التحول إذ تُستخدم الدراجات في إجلاء المصابين ونقل الذخيرة وحتى حمل الطائرات المسيّرة الجاهزة للإطلاق.. ويرى المحلل العسكري الأمريكي بريت فريدمان أن هذا التكتيك يمثل استجابة ذكية لهيمنة المراقبة والأسلحة الذكية على ساحات القتال.
وفيما تُسجل روسيا تقدماً تدريجياً تحاول أوكرانيا مجاراة التغيير عبر تعزيز ترسانتها بوسائل تنقل خفيفة وسريعة فالابتكار في الحروب ليس دائماً تكنولوجياً.. أحياناً يكون تكتيكياً ببراعة".