في عملية وصفت بأنها الأكثر إيلاماً لإيران منذ عقود.. شنّت مجموعة القرصنة الإسرائيلية "العصفور المفترس" هجوماً إلكترونياً غير مسبوق على البنوك الإيرانية مخلفة خسائر مالية ضخمة تجاوزت 90 مليون دولار من العملات المشفرة التابعة مباشرة للحرس الثوري.
هذه الهجمات الإلكترونية التي جاءت بعد حرب استمرت 12 يوماً في يونيو الماضي بين تل أبيب وطهران لم تكن مجرد عمليات تقليدية لاختراق البيانات أو طلب فدية بل تجاوزت ذلك إلى تدمير أصول رقمية وسجلات مصرفية كاملة مستهدفة بذلك النظام المالي الإيراني بشكل مباشر وقاسٍ.
كانت البداية من بنك "سِبَه" الحكومي الذي يُعد الشريان المالي للحرس الثوري وصولاً إلى بورصة "نوبيتكس" للعملات المشفرة التي تُدير 90% من تعاملات إيران الرقمية.
لم تكتفِ "العصفور المفترس" بسرقة المحافظ المرتبطة بالحرس الثوري بل قامت بتحويل الأصول إلى عناوين غير قابلة للاسترجاع ما يُعد بمثابة "حرق رقمي" لهذه الأموال.. فتوقفت أجهزة الصراف الآلي وتعطلت المدفوعات وأُغلقت فروع البنوك فيما عمّ الذعر شوارع طهران وتهافت المواطنون لسحب ودائعهم.. حتى بنك "ملي" رغم نجاته من الاختراق عجز عن تغطية الطلب على السيولة.
أمام هذا الانهيار انهارت بورصة طهران وخسر الريال أكثر من 12% من قيمته خلال يوم واحد ما اضطر السلطات لوقف التداول وإغلاق بورصات العملات الأجنبية.. أما البنك المركزي فحاول احتواء الأزمة بطباعة النقود لكن الثقة كانت قد تبخرت.
اللافت أن طهران حاولت إنكار الهجوم في البداية مدعيةً أن الأمر لا يتعدى "عُطلاً فنياً" لكن تسريبات الصحافة الغربية وتأكيد "وول ستريت جورنال" أثبتت عكس ذلك..
والأهم من هذا كله أن الضربة لم تستهدف المال فقط بل شرعية النظام المالي نفسه بعد أن عجز عن حماية أموال الإيرانيين..
وفي ظل هذا الانهيار تجد إدارة ترامب فرصة جديدة لإعادة تشكيل الضغوط على طهران.. بعقوبات أقسى وتحالف سيبراني أكثر جرأة.