logo
أرض الفحم والدم.. لماذا تتمسك روسيا بإقليم دونباس؟
فيديو

أرض الفحم والدم.. لماذا تتمسك روسيا بإقليم دونباس؟ (فيديو إرم)

24 أغسطس 2025، 6:17 ص

في قلب النزاع الروسي الأوكراني، يتربّع إقليم دونباس كمفتاح محوري لأي تسوية محتملة.

هذه المنطقة، التي تشمل مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك، لم تعد مجرد ساحة معركة، إنما تحوّلت إلى رمز للصراع بين السيادة الأوكرانية والطموحات الروسية.

فلاديمير بوتين يرى في دونباس امتدادًا جغرافيًا وتاريخيًا لروسيا، وإحدى المبررات الأساسية لحملته العسكرية، بذريعة "حماية السكان الناطقين بالروسية".

أما بالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فالمسألة غير قابلة للنقاش: لا تنازل عن الأرض ولا مساس بالسيادة.

دونباس ليس مجرد ملف سياسي أو عسكري، بل أيضًا ورقة اقتصادية ثقيلة الوزن. في 2013، شكّلت هذه المنطقة ربع الإنتاج الصناعي في أوكرانيا، وأسهمت بنسبة 14% من الناتج المحلي.

بفضل مواردها الطبيعية الغنية—من الفحم والمعادن إلى الغاز الصخري والأراضي الزراعية الخصبة—تبقى محل أطماع موسكو، التي تدرك أن السيطرة عليها تعني خنق اقتصاد كييف وتوسيع ممرها البري إلى القرم.

الاقتراح الروسي الذي طُرح في قمة ألاسكا الأخيرة، مقابل استعادة بعض الأراضي في الشمال الشرقي، يكشف عن استراتيجية تبادل مدروس، لكنه يصطدم بجدار دستوري أوكراني. هذا الأخير يمنع التنازل عن الأراضي، والقرار النهائي يعود للشعب وحده.

الواقع على الأرض لا يقل تعقيدًا. نحو 200 ألف مدني ما زالوا في المناطق الأوكرانية المتبقية داخل دونباس، وانسحاب الجيش قد يعرّضهم للخطر. كذلك، الانسحاب دون ضمانات أممية قد يترك فراغًا تستخدمه روسيا لصالحها.

دونباس إذًا، ليس مجرد نقطة على الخريطة، بل عقدة مركبة من التاريخ، والاقتصاد، والسيادة الوطنية، تُمثل أحد أعقد تحديات السلام في أوروبا الحديثة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC