تزامنًا مع تطورات غير مسبوقة على المستوى الميداني في الشمال السوري، وتسارع كبير في تغير خارطة السيطرة العسكرية في محافظات وقرى عدة، لا سيما بعد فصل الجيش السوري لمدينة حمص عن حماة، وقطع الطريق الواصل بينهما باستهداف جسر الرستن، تتوجه الأنظار لما يجري جنوبًا وتحديدًا في محافظة درعا الحدودية مع الأردن.
موقع درعا 24 أكد بأن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، تدور في محيط فرع الأمن العسكري في مدينة نوى وتحديدًا بريفها الغربي، جراء هجوم تعرض له من قبل مسلحين، بعد أشهر على التسوية التي تمت في المحافظة، والتي جردت الفصائل المسلحة من معظم سلاحها، بينما أفادت مصادر محلية في ريف درعا الشرقي بأن حاجز المخابرات الجوية التابع للقوات الحكومية والواقع بين بلدتي المسيفرة وأم ولد، قد انسحب بشكل كامل، إذ أخلت العناصر التي كانت تتمركز في الحاجز الموقع بشكل مفاجئ، دون أي مواجهات، فضلًا عن انسحاب عناصر مركز أمن الدولة في مدينة إنخل في ريف درعا الشمالي، باتجاه اللواء 15 شرقي المدينة.
وفيما لا تزال الأسباب وراء هذا الانسحاب غير واضحة، وسط تكهنات بأنه يأتي ضمن تغييرات في خريطة الانتشار العسكري والأمني للجيش السوري في المنطقة، يشهد ريف محافظة درعا تحركات ضد حواجز ومقرات تابعة للقوات الحكومية، تستلهم الهجوم المباغت الذي تشنه "هيئة تحرير الشام" منذ عدة أيام، على مناطق الجيش السوري شمال البلاد.
وتفيد منابر وصفحات غير رسمية لناشطين بارتفاع وتيرة الأحداث في المحافظة الجنوبية، وسط حديث عن دعوات للانشقاق تطالب بها الفصائل المحلية في المحافظة عناصر الجيش وقوات الأمن التابعة للحكومة السورية، وتعد درعا أولى محافظات سوريا التي شهدت حراكًا شعبيًّا قبل ما يقارب الـ15 عامًا، وتشكل المناوشات التي تشهدها حالة ضغط قد تشتت وفق محللين بوصلة القوات الحكومية التي جمعت جزءًا كبيرًا من قواتها في الشمال السوري، فهل تتسارع التطورات في درعا التي تبعد عن دمشق أكثر من 100 كم بقليل؟