بعد عقود من الغياب، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعيد السفينة الحربية "الأدميرال ناخيموف" إلى الخدمة، لتبحر أضخم سفينة سطحية قتالية في العالم بعد حاملات الطائرات، كبارجة نووية أشبه بقلعة عائمة تمثل ذروة القوة البحرية الروسية.
تنتمي "الأدميرال ناخيموف" إلى فئة السفن القتالية الشهيرة "كيروف"، ويبلغ طولها أكثر من 250 مترًا، بوزن يصل إلى 28 ألف طن، تعمل بدفع نووي-بخاري مزدوج يمنحها سرعة تتجاوز 32 عقدة، أُطلقت عام 1986 باسم "كالينين"، وأعيدت تسميتها عام 1992 تكريماً للقائد البحري الروسي بافل ناخيموف.
تسلحها الأصلي كان مهيبًا، فقد عُرفت بصواريخ P-700 Granit المضادة للسفن، وصواريخ S-300F للدفاع الجوي، إلى جانب مدافع وأنظمة مضادة للغواصات، فضلًا عن مهبط لثلاث مروحيات عسكرية، لكن تحديثها الأخير جعلها أكثر فتكًا، إذ زُودت بما يصل إلى 174 قاذفة عمودية قادرة على إطلاق صواريخ زيركون الفرط صوتية وصواريخ "كاليبر"، إضافة إلى أنظمة خاصة لمكافحة الغواصات.
منذ 1999 خضعت السفينة لبرنامج تحديث طويل وشاق، قبل أن تبدأ مفاعلاتها النووية بالعمل مجددًا أواخر 2024، وفي صيف 2025، خرجت من حوض "سيفماش" إلى البحر الأبيض لتخوض تجاربها الأولى، في خطوة توحي بعودتها قريبًا إلى الأسطول الروسي كرأس حربة جديدة، في رسالة روسية استراتيجية تريد منها موسكو التذكير بوجودها بحرًا، كقوة عظمى لا تُقهر.