logo
سوريا
فيديو

"سوق كشكول".. حيث تُباع ذاكرة السوريين بثمن الخبز اليومي (فيديو إرم)

01 سبتمبر 2025، 5:25 ص

في ريف دمشق وتحديداً بمنطقة كشكول ينبض كل يوم جمعة سوقٌ غريب الأطوار ينافس بأسلوبه الشعبي العفوي سوق العاصمة الرئيس قرب شارع الثورة.

المكان يمتد على مساحة واسعة من أوتوستراد المتحلق الجنوبي الذي يربط غرب دمشق مع بقية الجهات وصولاً إلى أوتوستراد حمص دمشق.. كأنه شريان للفقراء الباحثين عن رزقهم وعن ما تيسّر من احتياجات الحياة.

هنا بدءا من كومة كتبٍ يعتليها مؤلَّف لطه حسين وصولا إلى مانيكات البلاستيك المفككة التي تبدو وكأنها وصلت للتوّ من معركة طاحنة وصولاً إلى المذياع العتيق الذي يعرضه بائع مسن بثلاثين ألف ليرة مؤكداً مازحاً أنه ما زال يلتقط تفاصيل هزيمة 1967 و خطابات عبد الناصر.. كل زاوية في السوق تحمل ذاكرة مهترئة لكنها تُباع بثمن لا يكفي سوى لمصروف يوم واحد.

الأصوات هنا تتداخل حدّ الصخب "القطعة بألفين" فيهرع الزبون قبل أن يعرف هل يشتري وجوه مخدات مستعملة أم سراويل معيبة من معمل التصنيع أم شراشف لسرير لا يملكه أصلاً.. هنا يستطيع المرء اكتشاف المستوى الاقتصادي للمواطن السوري الأقل دخلا في العالم.

المفارقة أن الفقراء يتهمون الباعة بالجشع فيضحك هؤلاء مشيرين إلى بضاعتهم المبعثرة على مشمع ممزق "الله يسمع منكم، و نصبح تجاراً كبار".

سوق كشكول أيضاً فضاء للبوح هنا بائع يروي قصة سجنه في صيدنايا وفقدانه بيته وإخوته وآخر يحاول تحويل الخردة إلى طعام لأولاده.. وبين المحجبات و غيرهنّ والشيوخ والمتسولين يتحول المكان إلى مرآة مصغّرة عن سوريا المرهقة.

ورغم كل شيء فإن سوق كشكول بات يسبق الأسواق الفارهة بفضل معادلة بسيطة هنا يُشترى "الجوز الفارغ" برضا؛ لأنه آخر ما تبقى من رزق الفقراء الذي يتكفل به المعترون.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC