يُعد الإسباني سيرجيو هيريرا حارس مرمى أوساسونا، من أفضل الحراس في الليجا هذا الموسم، نظرًا لأدائه المميز الذي ساعد الفريق على التواجد في منتصف الجدول.
وبدأ هيريرا مسيرته الكروية في فرق الشباب قبل أن ينتقل تدريجيًا إلى الفريق الأول لأوساسونا، حيث أصبح حجر الزاوية في تشكيلة الفريق. تميز بقدراته العالية في التصدي للكرات الصعبة، وسرعة رد الفعل، بالإضافة إلى قراراته الحكيمة.
بفضل مستواه الثابت، أصبح أحد أكثر الحراس تصديًا للكرات في الدوري، وساهم بشكل مباشر في نتائج الفريق واستقراره الدفاعي.
ويخص هيريرا "إرم نيوز" بحوار حصري عن رفضه الانتقال للدوري السعودي، والصراع على لقب الليجا، وأزمات التحكيم.. وإلى نص الحوار:
في البداية.. كيف تقيم عام 2025 مع أوساسونا؟ وما هي طموحاتكم هذا الموسم في الليجا؟
في الحقيقة لقد بدأ عام 2025 يشهد تقاربًا كبيرًا في المستويات، حيث توجد العديد من الفرق المتساوية في عدد النقاط، والفوز أو الخسارة في مباراة واحدة يصنع فارقًا كبيرًا.
أرى أن نهاية العام كانت إيجابية جدًا، وندخل عطلة عيد الميلاد بشعور جيد. طموحات الفريق تتطور دائمًا من مرحلة إلى أخرى، وأعتقد أن الهدف الأساسي هو البقاء عامًا إضافيًا في دوري الدرجة الأولى وتحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن، حتى نتمكن من القتال من أجل أهداف أجمل نحلم بها جميعًا، مثل خوض المنافسات الأوروبية، والتي كنا قريبين جدًا من بلوغها في الموسم الماضي.
وكيف ترى سباق اللقب هذا الموسم؟ هل تعتقد أنه سيقتصر دائمًا على ريال مدريد وبرشلونة؟
صحيح أن لقب الدوري في السنوات الأخيرة كان من نصيب ريال مدريد وبرشلونة دائمًا تقريبًا، ومن حين لآخر يظهر أتلتيكو مدريد أيضًا في المنافسة.
في النهاية، هذه الفرق الثلاثة الأقوى في الليجا، ودائمًا ما تكون في دائرة الصراع على اللقب. لكن أتمنى أن نرى مع الوقت فرقًا أخرى تنضم إلى هذه المنافسة تدريجيًا، مثل فياريال الذي يقدم موسمًا رائعًا، أو حتى إسبانيول الذي يُعد من مفاجآت الموسم. ومع ذلك، تبقى الحقيقة أن ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد هم دائمًا الفرق الأكثر قوة، والأقرب للتواجد في سباق الفوز بالدوري.
جددت عقدك مؤخرًا حتى عام 2028. هل صحيح أنك رفضت عرضًا من الدوري السعودي؟
نعم، كان هناك بالفعل اهتمام من أحد أندية الدوري السعودي. وتحدث معي إيمانول ألجواسيل (المدير الفني للشباب السعودي)، إذ كان يراني مناسبًا لمشروعه ويعرفني جيدًا، ولذلك طُرحت فكرة الانتقال إلى هناك.
لكن في النهاية، عندما وصل العرض، تواصلت أنا ووكلائي مع النادي، وكانت الرؤية واضحة جدًا بأنني جزء مهم من مشروع الفريق، ولا يزال في عقدي عام واحد، ولن تكون هناك أي عملية بيع جديدة داخل النادي. بعد ذلك عادت بقوة فكرة التجديد، وانتهى الأمر بالفعل بتوقيع عقد جديد، وأنا سعيد جدًا بالبقاء هنا.
هل ارتبط قرارك بالبقاء وعدم الرحيل للدوري السعودي بأسباب شخصية وعائلية أيضًا؟
بالتأكيد، هناك عدة أسباب جعلت البقاء منطقيًا للغاية. أشعر براحة كبيرة في بامبلونا، وأعمل في بيئة احترافية جدًا منذ سنوات. شريكتي من هنا، وعائلتي قريبة جدًا، مما جعل القرار أسهل. كان هناك العديد من الجوانب الإيجابية للبقاء، ولهذا توصلنا إلى اتفاق سريع، وأنا في غاية السعادة لأنني واصلت مشواري هنا.
أنت من أكثر حراس المرمى تصديًا للكرات في الليغا.. هل ترى أنك تستحق فرصة مع المنتخب الإسباني؟
مسألة الانضمام إلى المنتخب ليست أمرًا يشغلني أو يسبب لي القلق. في النهاية أعرف حجم المنافسة على هذا المركز. أوناي سيمون، ودافيد رايا، وريميرو يتواجدون منذ فترة طويلة وحققوا الكثير من الإنجازات. أرى أن مركز حراسة المرمى في المنتخب مؤمن بشكل ممتاز، ويسعدني ذلك كثيرًا، لأنهم حراس مميزون للغاية. كما أن إسبانيا عُرفت دائمًا بامتلاكها حراسًا كبارًا. ولست وحدي في هذا الأمر، فهناك العديد من حراس المرمى في الدوري يقدمون مستويات مميزة، ويمكن لأي منهم أن ينال تلك الدعوة لتمثيل المنتخب دون أي مشكلة.
لو طلبنا منك ترتيب نفسك بين أفضل خمسة حراس في الليغا، أي مركز تختار؟
في الحقيقة لا أحب أن أقيّم نفسي أو أن أضع أي تصنيف لحراس المرمى. عندما يتعلق الأمر بتقييمي، أترك ذلك للآخرين؛ هم من يمكنهم الحكم إذا كنت أستحق 5 أو 6 أو 7 أو 8. أما بالنسبة لي، فلا أحب أن أقيم نفسي أو أضع لنفسي أي نوع من التصنيفات.
هل شعرت في أي وقت بأن بعض الجماهير أو المحللين يقللون من قيمتك مقارنة بحراس الأندية الكبرى؟ وكيف تتعامل نفسيًا مع هذا الضغط؟
من هذه الناحية كنت دائمًا قويًا بما يكفي. لم أسمح لنفسي يومًا بأن أتأثر بما تقوله الصحف أو الناس عني، ولم أهتم بذلك. كنت دائمًا هادئًا، وحاولت الاعتماد على آراء الأشخاص الذين أعلم أنهم سيساعدونني فعلًا: مدرب حراس المرمى، والمدرب. فعندما يحدث خطأ أو يكون هناك ما يجب تحسينه، أحلل الأمر معهم وأسعى لتطويره من أجل مصلحة الفريق، فهي في النهاية الأهم.
واجهت مهاجمين كبارًا مثل مبابي ولامين يامال وغريزمان.. من الأصعب بينهم؟
حسنًا، من بين هؤلاء اللاعبين الثلاثة، الشخص الذي جعلني أشعر بأكبر قدر من الانزعاج داخل الملعب هو غريزمان. فهو لاعب يبدو أحيانًا وكأنه خارج أجواء المباراة، لكنه فجأة يظهر في اللحظة المناسبة ويصبح مصدر خطورة دائما. كثيرًا ما تعتقد أنه في موقف تسلل، لكنه يعود في الوقت المناسب ويكون في وضعية صحيحة، ويتحرك بدون كرة بطريقة ممتازة تجعل زملاءه في وضع أفضل دائمًا. وقد سجل في مرماي أكثر من مرة أيضًا. لذلك سأقول غريزمان بصراحة.
أعتقد أن مبابي ولامين لاعبان كبيران أيضًا، لكن بالنسبة لي، ومن خلال ما عشته داخل الملعب، واجهت غريزمان مرات أكثر بكثير من لامين حتى الآن، ولهذا سأختار غريزمان.
وماذا عن الجدل التحكيمي هذا الموسم؟ هل ترى أن التحكيم أصبح مشكلة في الليغا؟
عالم كرة القدم سيكون دائمًا مرتبطًا بالجدل التحكيمي، وفي النهاية هو عالم معقد جدًا، وأرى أن مهنة التحكيم صعبة للغاية وتستحق التقدير. أكن احترامًا كبيرًا للحكام، لأن ما يقومون به ليس أمرًا سهلاً على الإطلاق. وأعتقد أن لدينا في كرة القدم الإسبانية حكامًا مميزين بالفعل، وأثق كثيرًا في رغبتهم في القيام بعمل جيد والتطور المستمر. الحقيقة أن كرة القدم الإسبانية تسير حاليًا في مسار واضح على مستوى اللوائح والقوانين، صحيح أن الحكام ما زالوا يتأقلمون مع هذه التغييرات شيئًا فشيئًا، لكنهم يتكيفون معها يومًا بعد يوم. وبرأيي، كرة القدم الإسبانية تتقدم باستمرار في هذا الاتجاه نفسه.
هل تعتقد أن الحكام يتأثرون بشعار أو قميص الفريق أثناء إدارة المباريات؟
لا أعتقد بصراحة أن الحكام ينظرون إلى الشعار عند إدارة المباريات أو في مسألة العدل بين الأندية. وكما قلت سابقًا، أنا أثق في نية الحكام للقيام بعملهم بأفضل صورة ممكنة دون الالتفات إلى القمصان أو الشعارات. ومن الطبيعي طبعًا أن يكون التحكيم أكثر تعقيدًا عندما يتعلق الأمر بفرق كبيرة مثل ريال مدريد أو برشلونة، لأنها فرق تملك تأثيرًا جماهيريًا وإعلاميًا كبيرًا، وأي خطأ في مواجهاتها ينعكس بشكل أوسع وأقوى. لكنني لا أظن أن الحكام يتأثرون بالشعار أو القميص أثناء التحكيم.
أخيرًا.. قبل تجديد عقدك، هل وصلتك أي عروض من ريال مدريد أو برشلونة؟
لا، في الحقيقة لم أتلق أبدًا أي عرض ولم يكن لدي أي نوع من التواصل مع ريال مدريد أو برشلونة. صحيح أنه في وقت ما كانت لدي فرصة للانتقال إلى أتلتيكو مدريد، وكما حدث مع العرض الذي جاء من السعودية، تواصل وكلائي مع النادي، وكان النادي وقتها في مرحلة التخطيط لتجديد عقدي. وبفضل العلاقة الجيدة التي تربطني بالمدير الرياضي، وكذلك الإدارة، اتضحت الأمور سريعًا، وأبلغوني برغبتهم في استمراري داخل الفريق. وبالفعل تم توقيع التجديد، وأُغلِق باب أي مفاوضات أو أعمال مع أندية أخرى.
