تتجه أنظار عشاق كرة القدم السعودية، بل والعالمية، مساء الأربعاء الموافق 7 مايو 2025، صوب ملعب "الأول بارك" في الرياض، حيث يحتضن قمة الجولة الثلاثين من دوري روشن السعودي للمحترفين بين النصر وضيفه الاتحاد.
لا يتعلق الأمر بمجرد كلاسيكو تقليدي بين قطبين كبيرين، بل بصدام ناري قد يرسم ملامح بطل الموسم الحالي 2024-2025.
سبعة عوامل رئيسية تجعل هذه المواجهة تحديدًا هي "الأكثر اشتعالًا"، وتعد بموقعة لا تُنسى.
يدخل الاتحاد المباراة وهو على قمة الهرم الكروي السعودي، متصدرًا الترتيب بفارق مريح نسبيًا، بينما يأتي النصر ثالثًا يسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
فوز "العميد" يعني الاقتراب خطوة عملاقة من منصة التتويج، وربما حسم اللقب فعليًا قبل الأوان، فيما يمثل الانتصار لـ"العالمي" الفرصة الأخيرة للتمسك بأي أمل في المنافسة، أو على الأقل تأمين مركز مؤهل للنخبة الآسيوية.
الضغط هنا ليس متماثلًا؛ الاتحاد يلعب لتأكيد جدارته بالصدارة، بينما النصر يخوض اللقاء تحت ضغط "الفرصة الأخيرة" لإثبات الذات بعد خيبة أمل الخروج الآسيوي، وهو ما قد يدفعه للعب مباراة هجومية مفتوحة.
تاريخ مواجهات النصر والاتحاد حافل بالندية والإثارة منذ عقود طويلة. ورغم التفوق الطفيف للاتحاد في مجمل اللقاءات، فإن النصر يمتلك أفضلية بسيطة في حقبة دوري المحترفين.
لكن المواجهات الأخيرة في الدوري شهدت تفوقًا اتحاديًا لافتًا، بما في ذلك حسم لقاء الذهاب هذا الموسم بهدفين لهدف في جدة.
هذا التفوق الحديث يضع ضغطًا إضافيًا على النصر لكسر السلسلة على أرضه. ولا ننسى أن شهر مايو بالذات كان شاهدًا على خماسيات تاريخية متبادلة بين الفريقين، ما يشي باحتمالية مباراة مفتوحة هجوميًا.
تتجدد المواجهة بين اثنين من أساطير كرة القدم، كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما، الزميلين السابقين في ريال مدريد.
رونالدو، هداف النصر والدوري، يقود طموحات فريقه، بينما بنزيما، نجم الاتحاد وهدافه البارز، يمثل الركيزة الأساسية في هجوم متصدر الترتيب.
تتجاوز المواجهة مجرد صراع تهديفي؛ إنها معركة حول التأثير القيادي والحسم في اللحظات الكبرى، تحت أنظار العالم.
كيفية تأثير كل منهما على منظومة فريقه، سواء بالتسجيل أم صناعة اللعب، ستكون مفتاحًا لفك شفرة المباراة.
يقود الفرنسي لوران بلان دفة الاتحاد بثبات هذا الموسم، مقتربًا من تحقيق لقب الدوري. على الجانب الآخر، يواجه الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي خلف لويس كاسترو في تدريب النصر، اختبارًا صعبًا لإثبات قدراته في المباريات الكبرى وتخفيف حدة الانتقادات بعد تذبذب النتائج والخروج الآسيوي.
يبحث بيولي عن "فوز الإنقاذ" لمشروعه، بينما يسعى بلان لـ"فوز التتويج" لموسمه، وهذا التباين في الدوافع سينعكس حتمًا على المقاربة التكتيكية لكل مدرب.
تلقي الغيابات بظلالها على استعدادات الفريقين. الاتحاد يترقب بقلق الموقف النهائي لعودة حارسه الصربي بريدراج رايكوفيتش وجناحه الهولندي ستيفن بيرجوين من الإصابة، حيث لم يحسم المدرب لوران بلان مشاركتهما بعد، وسيتم تقييمهما في المران الأخير.
عودتهما تمثل دفعة معنوية وفنية هائلة للعميد. في المقابل، يفتقد النصر لخدمات مهاجمه الكولومبي جون دوران بسبب الإيقاف، ما يجبر بيولي على إيجاد حلول هجومية بديلة، قد يكون البرازيلي أنجيلو هو الخيار الأبرز لتعويضه. وحالة عدم اليقين هذه تضيف عنصرًا من الغموض التكتيكي للمواجهة.
يدخل النصر الكلاسيكو بظروف صعبة بعد وداع دوري أبطال آسيا للنخبة وتضاؤل فرصه في المنافسة على لقب الدوري.
تمثل المباراة فرصة مثالية لكتيبة رونالدو لرد الاعتبار أمام جماهيرهم، وتحقيق فوز معنوي كبير على المتصدر والغريم التقليدي.
وللدافع النفسي لتعويض الإخفاقات الأخيرة، ولعب دور "معطل" مسيرة الاتحاد نحو اللقب، قد يُمنح لاعبو العالمي طاقة إضافية لتقديم أداء قتالي.
على النقيض، يدخل الاتحاد المباراة بمعنويات مرتفعة، متصدرًا للدوري عن جدارة، ومتأهلًا لنهائي كأس الملك. الفوز في "الأول بارك" لن يكون مجرد ثلاث نقاط، بل هو بمثابة إعلان هيمنة وتأكيد للتفوق هذا الموسم، وقد يضع الفريق على بعد خطوة واحدة، أو ربما يحسم اللقب فعليًا، في ملعب الغريم التقليدي.
تحقيق هذا السيناريو يمثل تتويجًا مثاليًا لموسم العميد ويضيف بُعدًا تاريخيًا للإنجاز المنتظر.