تستعد السلطات الأمنية لعملية ضخمة تشمل وحدات مكافحة الشغب وحلقة حديدية لتأمين نهائي دوري أبطال أوروبا بين باريس سان جيرمان وإنتر ميلان، لكن هذه العملية تجري على بعد 500 ميل من مدينة ميونخ المستضيفة.
ويطارد كل من باريس سان جيرمان وإنتر ميلان الجائزة الأكبر في أوروبا، لكن فريقًا واحدًا فقط سيفوز باللقب.
تغلب فريق لويس إنريكي على آرسنال في نصف النهائي، بعد أن أطاح بليفربول وأستون فيلا في دور الـ16 وربع النهائي على التوالي.
بينما حقق سيموني إنزاغي واحدة من أكثر المواجهات إثارة في التاريخ أمام برشلونة، حيث أقصى الإيطاليون بطل الدوري الإسباني بنتيجة 7-6 في مجموع المباراتين.
وتتواجد الأجهزة الأمنية في حالة تأهب قصوى مع توقعات بتوافد آلاف المشجعين إلى ميونخ لمشاهدة ختام الموسم الكروي الأوروبي الملحمي.
لكن عملية أمنية منفصلة ستُنفذ في باريس، حيث يشتعل حماس مشجعي كرة القدم لدعم فريقهم المحلي باريس سان جيرمان.
ورغم أن المباراة ستقام في ميونخ، فإن فوز باريس سان جيرمان قد يُشعل احتفالات في مدينة النادي الأم، مما قد يتصاعد إلى اضطرابات، على غرار الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في شوارع باريس بعد ساعات من مباراة نصف النهائي بين باريس سان جيرمان وآرسنال.
وأعلن رئيس شرطة باريس، لوران نونيز، أن العاصمة الفرنسية ستنشر 5400 شرطي لتأمين مباراة النهائي، يوم السبت.
وأضاف نونيز أن الأمن سيُعزز حول ملعب بارك دي برانس، معقل باريس سان جيرمان في الطرف الجنوبي الغربي للمدينة.
وقال نونيز: "لدينا شبكة واسعة تغطي منطقة العاصمة بأكملها، مع نشر 5400 فرد. لقد استدعينا أفرادًا من مقر الشرطة، وقد وضع وزير الدولة تحت تصرفنا العديد من القوات المتنقلة، بما في ذلك وحدات مكافحة الشغب والدرك المتنقل. الجميع على أهبة الاستعداد".
وأظهرت لقطات صادمة بعد مباراة باريس سان جيرمان وآرسنال سيارة تصدم حشدًا من المشجعين قبل أن تُحرق في شارع كريستوف كولومب القريب من الشانزليزيه.
كما شوهد مشجعون شباب يواجهون شرطة مكافحة الشغب، مع تقارير عن استهداف بعض المتاجر والبنوك وتحطيم نوافذها. وأفاد متحدث باسم شرطة باريس أن "43 شخصًا على الأقل أُلقي القبض عليهم خلال احتفالات فوز باريس سان جيرمان"، معظمهم بتهم تتعلق بإخلال النظام العام.
ولتعزيز الأمن، سيتم نشر وحدات شرطة إلى جانب "الدرك المتنقل"، وهي وحدات الشرطة المتنقلة الفرنسية.
ووفقًا لصحيفة "ذان صن" سيركز العديد من الضباط على مراقبة شارع الشانزليزيه الشهير في العاصمة، حيث من المتوقع أن يتجمع المشجعون في حال فوز فريقهم بالكأس.
كما ستُغلق حركة المرور بالقرب من المناطق الحيوية، مع تفعيل مراقبة مستمرة بالكاميرات.
في الوقت نفسه، تستعد شرطة ميونخ، المدينة المستضيفة، للمباراة النهائية عالية المخاطر بنشر أكثر من 2000 ضابط شرطة خاص في المناطق الرئيسية، بما في ذلك ملعب أليانز أرينا، حيث ستقام المباراة، والحديقة الأولمبية التي ستستقبل آلاف المشجعين لمشاهدة عامة مجانية.
وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية: "من المتوقع وجود أفراد عالي المخاطر، لكننا مستعدون جيدًا. المشجعون الإيطاليون على وجه الخصوص لديهم إمكانات معينة؛ لذا تم تصنيف المباراة على أنها عالية المخاطر".
وستُنشر وحدات من شرطة مكافحة الشغب البافارية للتعامل مع أي فوضى، بينما ستتولى فرق شرطة سرية مراقبة المنطقة، مع إقامة حواجز متنقلة وثابتة لمنع حوادث الدهس بالسيارات، على غرار ما شهدته ليفربول الأسبوع الماضي خلال موكب احتفالي بفوز في الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي أسفر عن إصابة 79 شخصًا.
وشهدت الأسابيع الأخيرة موجة من العنف حول مباريات كرة القدم الكبرى. في بولندا، اندلعت مشاهد عنيفة قبل نهائي دوري المؤتمر الأوروبي بين تشيلسي وريال بيتيس، حيث شوهد مشجعون بريطانيون وإسبان يتشاجرون في الشوارع، يلقون الزجاجات وقنابل الدخان، ويُطردون بمدافع المياه التابعة للشرطة.
وفي بلباو، نفذت السلطات أكبر عملية أمنية للحفاظ على النظام خلال نهائي توتنهام ومانشستر يونايتد، مع نشر حلقة حديدية حول ملعب سان ماميس بعد اندلاع مناوشات وتخريب في الشوارع.
