وجد جون إدوارد المدير الرياضي لنادي الزمالك المصري نفسه في قلب عاصفة إعلامية، بعد أن دفع ثمن أول أخطائه "بأثر فوري"، على الرغم من عدم مرور وقت طويل على توليه المنصب.
ففي مشهد درامي، تبدد حلم جماهير القلعة البيضاء بضم الجناح "الإيفواري-الفرنسي" تيدي أوكو، بعد أن كان اللاعب على بعد خطوة واحدة من ارتداء القميص الأبيض، في صفعة مبكرة تثير تساؤلات حول مستقبل إدارة الملفات الكبرى داخل النادي.
منذ إعلان التعاقد مع جون إدوارد في منصب المدير الرياضي، أعلن الزمالك عن ضم 5 لاعبين جدد حتى الآن، في محاولة لتدعيم صفوف الفريق استعدادًا للموسم الجديد.
شملت هذه الصفقات الكونغولي شيكو بانزا، والمهاجم عمرو ناصر، والجناح أحمد شريف، وحارس المرمى المهدي سليمان، بالإضافة إلى الفلسطيني آدم كايد، الذي كان خامس صفقات الفريق خلال سوق الانتقالات.
كما تم الإعلان عن تجديد التعاقد مع نجم الفريق المخضرم عبدالله السعيد، في خطوة لطالما طالبت بها الجماهير.
وسط هذه التحركات، قاد إدوارد مفاوضات متقدمة لضم تيدي أوكو، جناح لوزيرن السويسري، الذي وصل بالفعل إلى القاهرة، وخضع للفحوصات الطبية تمهيدًا للتوقيع.
وكان الجميع يتوقع الإعلان الرسمي عن الصفقة في أي لحظة، خاصة بعد الأداء اللافت لأوكو في الموسم الماضي 2024-2025 مع فريق لوزان، حيث سجل 10 أهداف، وقدم 7 تمريرات حاسمة في 42 مباراة، لكن المفاجأة التي لم تكن في الحسبان سرعان ما حدثت.
في تطور صادم، سحب نادي الرياض السعودي البساط من تحت أقدام الزمالك، واقترب بشدة من حسم صفقة تيدي أوكو. مصادر مقربة من الصفقة أشارت إلى أن السبب الرئيس وراء ضياع اللاعب، رغم وصوله إلى القاهرة وفحصه الطبي، يعود إلى "تسريب تفاصيل المفاوضات" قبل توقيع العقود الرسمية.
هذا التدخل السعودي، الذي جاء رغم امتلاك اللاعب عرضًا رسميًا من الزمالك ، ألقى بظلاله على كفاءة إدارة الملفات الحساسة في النادي.
فاللاعب، البالغ من العمر 27 عامًا، لا يزال مرتبطًا بعقد مع لوزيرن حتى منتصف 2026، مما يعني أن الصفقة تطلبت جهودًا مضاعفة، وحفاظًا على سرية تامة، وهو ما لم يحدث.
الفشل في حسم صفقة أوكو، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من إتمامها، يمثل ضربة قوية لجون إدوارد في بداية مشواره مع الزمالك، وهذا الخطأ الأول، الذي جاء "بأثر فوري"، يعكس عدة تحديات تواجه المدير الرياضي الجديد:
لأهمية القصوى للصفقات الكبرى تكمن في الحفاظ على سريتها حتى لحظة الإعلان الرسمي. تسريب التفاصيل يفتح الباب أمام المنافسين ووكلاء اللاعبين لعرقلة الصفقة، وهو ما حدث بوضوح مع أوكو.
وصول باللاعب إلى القاهرة وإجراء الفحوصات الطبية دون إغلاق ملف التوقيع يظهر ضعفًا في الحسم النهائي للمفاوضات، مما سمح لنادي الرياض بتغيير مسار اللاعب.
مثل هذه المواقف تؤثر على صورة النادي في سوق الانتقالات وتجعل اللاعبين المستهدفين مستقبلاً أكثر حذرًا، مما قد يعقد المفاوضات المقبلة.
وبينما يتطلع الزمالك لإعادة بناء فريقه والعودة للمنافسة بقوة بعد سنوات من التخبط، تبدو مهمة جون إدوارد محفوفة بالمخاطر، حيث سيواجه، الآن، تحديًا إضافيًا لإثبات قدرته على تجاوز هذا الخطأ الأول وإعادة الثقة في قدرته على إدارة صفقات الفريق باحترافية وسرية تامة.