الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
نجا الهلال السعودي بشق الأنفس من فخ التعادل أمام مضيفه ناساف الأوزبكي، ليخرج بفوز صعب بنتيجة 3-2 في دوري أبطال آسيا للنخبة.
لكن الأداء الباهت الذي قدمه الفريق دق ناقوس الخطر بقوة، فالفوز الذي تحقق لم يكن إلا ليخفي عيوبا تكتيكية متجذرة بدأت تظهر بوضوح تحت قيادة المدرب الإيطالي سيميوني إنزاغي.
فوز بطعم الهزيمة كشف عن سبع خطايا كبرى تهدد هوية "الزعيم" التي طالما أرعبت خصومه، وتحول الفريق من قوة هجومية ضاربة إلى مجموعة من النجوم تائهة في فكر مدربها.
أبرز المشاكل التي ظهرت في مباراة ناساف كانت التراجع غير المبرر للفريق بعد تسجيل كل هدف. فبدلا من استغلال الزخم الهجومي لحسم المباراة، كان الفريق يعود إلى مناطقه بشكل كامل، مانحا الخصم فرصة لإعادة تنظيم صفوفه والضغط بقوة، وهو ما أثمر عن هدفين للفريق الأوزبكي.
هذا التراجع يعكس عقلية دفاعية بحتة من إنزاغي، ويبدو وكأنه يكتفي بتقدم هش ويدخل في حالة من الخوف من فقدانه.
بدا واضحا أن إنزاغي لم يقم بالتحضير الكافي لمواجهة ناساف، فالفريق الأوزبكي تمكن من فرض سيطرته على أجزاء طويلة من المباراة وبدا أكثر خطورة.
السماح لخصم متواضع بالعودة في النتيجة مرتين يشير إلى فشل ذريع في قراءة نقاط قوة وضعف المنافس ووضع الخطة المناسبة لتحييده.
لطالما عُرف الهلال بشخصيته الهجومية الكاسحة وسيطرته المطلقة على مجريات اللعب. لكن مع إنزاغي، بدأت هذه الهوية تتلاشى.
الفريق أصبح يلعب بتحفظ مبالغ فيه، ويعتمد على ردة الفعل بدلاً من الفعل. التحول إلى فريق ينتظر خصمه ثم يتراجع للدفاع بعد خطف هدف هو تدمير كامل للإرث الهجومي الذي بني على مر السنين.
يصر إنزاغي على تطبيق خطة 3-5-2، التي تتحول إلى 5-3-2 في الحالة الدفاعية، ورغم امتلاك الفريق لأسماء عالمية في كل المراكز، إلا أن هذه الخطة أثبتت عدم جدواها؛ إذ تجعل الفريق مكشوفا دفاعيا وسهل الاختراق، وفي الوقت نفسه تحد من القدرات الهجومية للعديد من اللاعبين الذين لا تناسبهم هذه الطريقة، والإصرار على خطة لا تناسب إمكانيات الفريق هو عناد تكتيكي يدفع ثمنه الهلال.
أحد أكبر ضحايا خطة إنزاغي هو التناغم بين النجمين ثيو هيرنانديز وسالم الدوسري. كلاهما يفضل اللعب على الرواق الأيسر والانطلاق منه، لكن وجودهما معا في هذه الخطة أجبر سالم الدوسري على الدخول أكثر إلى عمق الملعب؛ ما حدّ من خطورته وقدرته على المراوغة والاختراق التي تميزه، وأفقد الفريق سلاحا هجوميا فتاكا.
كان الهلال يُعرف بضغطه العالي الشرس الذي يربك دفاعات الخصوم ويمنعهم من بناء اللعب. هذه السمة اختفت تقريبا تحت قيادة إنزاغي.
التراجع الدفاعي السريع بعد التقدم يلغي فكرة الضغط من الأساس، ويسمح للخصوم بالتقدم بأريحية نحو مرمى ياسين بونو؛ ما يضع عبئا هائلا على خط الدفاع.
المدرب الذي يبين أنه خائف من الخصم أو يلجأ للدفاع للحفاظ على الفوز، يبعث رسالة سلبية للاعبيه. كأنه يقول لهم "نحن لسنا أفضل منهم".
هذا النهج يقتل الروح القتالية لدى اللاعبين ويجعلهم يلعبون بخوف وتردد. التحفظ المبالغ فيه من إنزاغي يكبل النجوم ويفقدهم الثقة والمبادرة؛ وهو ما ينعكس على أداء الفريق الذي يبدو بلا روح في الكثير من الأحيان، ويعاني لحماية تقدمه بدلا من تعزيزه بشراسة وثقة.