تُسابق روتي كاردوسو الزمن لاتخاذ قرارات حاسمة في حياتها، رغم أن فاجعة فقدان زوجها ديوغو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا لم تمرّ عليها سوى أقل من أسبوعين.
الموت المفاجئ على أحد طرقات إسبانيا لم يمنح الأرملة وقتًا للحزن، بينما تفرض الحياة واقعًا قاسيًا يتطلّب منها حسم مصير الأبناء الثلاثة، ومكان الإقامة، ومصير المنزل الذي كان شاهدًا على سنوات الحب والسعادة.
في الأيام الأخيرة، سافرت روتي إلى ليفربول، حيث شاركت في حفل تأبيني أُقيم في معقل أنفيلد تكريمًا لجوتا، الذي ترك بصمة عميقة في قلوب زملائه والمشجعين والمسؤولين.
ورغم هدوئها مقارنةً بمظاهر الانهيار في الجنازة، بدت الأرملة متأثرة وهي تتلقى الدعم من شقيقتها، مرتديةً فستانًا أبيض كان المفضل لدى زوجها.
وظهرت في صور مؤثرة وهي تحتضن طفلين، يُعتقد أنهما من أقاربها، في وقت غاب فيه أبناؤها الثلاثة عن المشهد، بسبب صغر سنهم: دينيس (4 أعوام)، دوارتي (عامان)، ومافالدا (8 أشهر).
مواجهة الواقع
رغم الحزن الجارف، تُضطر روتي إلى مواجهة واقع معقد، أبرز ملامحه: أين ستعيش بعد الآن؟ فالحياة في ليفربول لم تعد تحمل نفس المعنى بعد رحيل جوتا، رغم أنها كانت تحب المدينة والنادي.
ويبدو أن الخيار الأقرب هو العودة إلى شمال البرتغال، حيث تحظى بدعم عائلي يمكن أن يساعدها في تربية أطفالها الثلاثة وسط هذه الظروف الصعبة.
البيت العائلي في ليفربول قد يصبح عبئًا عاطفيًا يصعب تحمّله، لما يحتويه من ذكريات مشتركة بين الزوجين. وإذا قررت روتي العودة إلى البرتغال، فستكون أمام قرارات يومية أكثر حساسية، من بينها اختيار المدارس، وترتيب الوضع القانوني والميراث، وهي تفاصيل يُرجّح أن تتركها لأشخاص موثوقين، نظرًا لعدم قدرتها النفسية على إدارتها حاليًا.
المال لن يشكّل عائقًا، فقد ذكرت صحيفة ديلي ميل أن ثروة جوتا تُقدَّر بـ40 مليون يورو. كما تعهّد نادي ليفربول بالوفاء بعقد اللاعب حتى نهايته؛ ما يضمن للأسرة قرابة 7.5 ملايين يورو سنويًا.
إضافة إلى ذلك، عبّر العديد من زملاء جوتا عن دعمهم الكامل، مؤكدين أنهم سيقفون إلى جانب روتي وأبنائها، ولن يدعوهم يواجهون الحياة وحدهم.
@eremsports آخر عناق بين كريستيانو رونالدو وديوغو جوتا #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
التحقيقات لا تزال جارية بشأن الحادث الذي وقع يوم 3 يوليو، وأدى إلى وفاة ديوغو جوتا وشقيقه. ولا تزال السلطات تفتقر إلى أدلة قاطعة بعد احتراق السيارة بشدة؛ ما أدى إلى تدمير معظم المعطيات الفنية التي كان يمكن أن تساعد في فهم ما جرى.
وبينما أشارت التحقيقات الأولية للشرطة الإسبانية إلى أن السيارة كانت تسير بسرعة عالية، قدّم سائق شاحنة شهادته حول رؤيته للسيارة قبل دقائق من الحادث، مؤكدًا أن الشقيقين كانا يقودان بسرعة معتدلة، ومحذرًا من سوء حالة الطريق الذي وصفه بالمظلم وغير الآمن.
أهمية أقوال الشهود ازدادت في ظل غياب الأدلة المادية، خاصة أن التحقيق قد يُحدّد مسؤوليات قانونية على خلفية الحادث.
@eremsports آخر هدف سجله ديوغو غوتا قبل وفاته #sportsontiktok #ليفربول
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
وتفيد المعلومات الأولية بأن أحد الإطارات ربما انفجر؛ ما أدى إلى انحراف السيارة واشتعالها بالكامل، الأمر الذي أودى بحياة الشقيقين ودمر السيارة من طراز لامبورغيني.
ورغم أن أي نتيجة لن تُعيد ديوغو وأندريه، إلا أن معرفة الحقيقة تبقى خطوة ضرورية لعائلة بدأت للتو رحلة حزن طويلة ومؤلمة.