لم يكن وداع ريال مدريد لدوري أبطال أوروبا أمام آرسنال مفاجئًا لمتابعي مشوار الفريق الملكي هذا الموسم، لكنه كان صادمًا في توقيته وطريقته.
ريال مدريد الذي دخل البطولة بصفته حامل اللقب، سقط في مجموع المباراتين (1-5)، خسر إيابا 0-3، وفي العودة أمام جماهيره خسر 1-2، وظهر عاجزًا تمامًا أمام فريق آرسنال المنظم والطموح.
ورغم أن الهزيمة لها أسباب متعددة، فإن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي كان العنصر الأضعف في هذه المواجهة.
في مباراة الذهاب على ملعب الإمارات، ارتكب أنشيلوتي خطأ فادحًا باختيار خطة متحفظة بلا مبرر.
الفريق لم يسدد أي كرة خطيرة طوال الشوط الأول، وانهار تمامًا في الشوط الثاني أمام الضغط الإنجليزي، ليتلقى ثلاثة أهداف كشفت هشاشة المنظومة الدفاعية وسوء التمركز في وسط الملعب.
وفي الإياب، انتظر الجميع "ريمونتادا" مدريدية تقليدية، لكن المفاجأة أن أنشيلوتي زاد الأمور سوءًا، فقد اختار دافيد ألابا العائد من إصابة طويلة في مركز قلب الدفاع، بجوار لوكاس فاسكيز.
هذا الثنائي أخفق في تغطية التحركات السريعة من ساكا ومارتينيلي وأوديغارد، وترك مساحات فادحة استغلها مهاجمو آرسنال.
حتى التبديلات جاءت متأخرة.. أنشيلوتي انتظر حتى الدقيقة 60 وأخرج دافيد ألابا، لوكاس فاسكيز، ورودريغو، ودفع بكل من داني سيبايوس، فران غارسيا، إندريك.
كما أن الريال لم ينجح في خلق فرص حقيقية رغم امتلاكه لمبابي وفينيسيوس ورودريغو، والسبب أن المنظومة الهجومية كانت مفككة ولا تعتمد على جمل واضحة أو تنظيم فعال.
أما الهدف الوحيد الذي أحرزه ريال مدريد، فجاء عن طريق هفوة دفاعية من وليام ساليبا، نجح فينيسيوس جونيور في استغلالها بمهارة فردية، دون أي جملة تكتيكية.
المشكلة لم تبدأ أمام آرسنال، فريال مدريد لم يقدم مستوى مقنعًا منذ انطلاق البطولة، إذ صعد بعد الدخول إلى ملحق دور الـ16 ولم يتأهل مباشرة.
حتى في المباريات التي فاز بها، ظهر الفريق مرهقًا ومفتقدًا الهوية التي اشتهر بها في السنوات الماضية.
اللاعبون أيضًا يتحملون جزءًا من المسؤولية، لكن غياب التوجيه من الخطوط أسهم في إرباكهم داخل الملعب.