تحوّلت صافرات الاستهجان من جماهير ريال مدريد إلى "طرف رابع" يُعيد تشكيل المعادلة، مُعلناً انقلابًا غير مسبوق على نجم الفريق البرازيلي فينيسيوس جونيور، في مشهدٍ يطرح تساؤلاتٍ عن مستقبله مع النادي الملكي قبيل منعطفٍ أوروبي حاسم.
وتصاعدت حدة التوتر في ملعب سانتياغو برنابيو خلال مواجهة فالنسيا الأخيرة، حين استُبدل فينيسيوس جونيور قبل نهاية المباراة بربع ساعة، بينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل 1-1.
@eremsports سر بكاء فينيسيوس جونيور 💔 #sportsontiktok
♬ الصوت الأصلي - إرم سبورت - Erem Sports
لم تُخفِ جماهير الريال استياءها من أداء النجم البرازيلي، الذي تعرّض لصافرات استهجان واضحة منذ الشوط الأول، خاصةً بعد إضاعته ركلة جزاء حاسمة، لتتجاوز ردود الفعل مجرد التذمر العابر إلى إشاراتٍ تستحق الوقوف عندها.
ورغم محاولات المدرب كارلو أنشيلوتي تهدئة الأجواء بقوله: "الصافرات لا تؤثر فيه، هو لاعب محترف ويقدّم دائماً كل ما لديه"، فإن المشهد لم يكن معزولاً، فمنذ عودة الفريق من كأس السوبر الإسباني في جدة، تمت ملاحظة تململ متصاعد من جماهير البرنابيو تجاه فينيسيوس.
لكن الذروة جاءت مع مباراة فالنسيا، فقد اجتمعت عوامل داخلية وخارجية لترسم صورةً أكثر تعقيداً.
@eremsports ريال مدريد يحدد شرطا صادما للتخلي عن فينيسيوس جونيور #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
من المنظور الإحصائي، يظل فينيسيوس أحد أبرز الأسلحة الهجومية لريال مدريد هذا الموسم بتسجيله 20 هدفاً، بفارقٍ ضئيل عن أرقامه القياسية، لكن الأرقام وحدها لم تُقنع الجماهير، ولا زملاءه في الفريق؛ ففي أكثر من مناسبة، برزت توترات داخلية كشفت عنها لقطات المباريات.
خلال مواجهة ريال سوسيداد، هدّد أنشيلوتي علناً باستبدال فينيسيوس إن لم يرفع من أدائه، وهو ما نفّذه لاحقاً.
وفي فبراير الماضي، انفجر النجم الكرواتي لوكا مودريتش غاضباً من تقصير فينيسيوس الدفاعي خلال مباراة ليغانيس، بينما علّق أنشيلوتي: "عندما يتحدث مودريتش، الجميع يصغي".
حتى جود بيلينغهام، نجم الفريق الصاعد، لم يخفِ امتعاضه من البرازيلي بعد إهماله العودة للدفاع في مباراة دوري الأبطال ضد أتلتيكو مدريد، في مشهدٍ التقطته الكاميرات بوضوح.
@eremsports بسبب صورة .. فينيسيوس جونيور يهدد إدارة ريال مدريد #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
يبدو أن جماهير الريال، المعتادة على النجومية الاستثنائية، باتت أقل تسامحاً مع الهفوات التكتيكية لفينيسيوس، خاصةً في الجانب الدفاعي؛ فبعد سنوات من الثناء على تطويره لمهاراته، عادت انتقادات "الأنانية" و"التهوّر" لتطفو على السطح، مدعومةً بلقطاتٍ تُظهر تهاونه في استعادة الكرة، كما حدث في هدف رافينيا خلال نهائي السوبر الإسباني.
وقامت الجماهير بإطلاق صافرات استهجان ضد فيني خلال مواجهة الأمس.
مع اقتراب مواجهة دوري الأبطال ضد آرسنال، يجد فينيسيوس نفسه تحت مجهر النقد الأكثر حدةً، فبينما يرى المدرب أرتيتا فيه سلاحاً خطيراً يجب تحييده، يدرك البرازيلي أن أداءه في لندن قد يكون مفصلياً ليس فقط لمستقبل الفريق في البطولة، بل أيضاً لعلاقته مع جماهير قلّما تُجامل نجومها، حتى وإن كانوا أبطالاً سابقين.
هكذا يدخل فينيسيوس جونيور مرحلةً مصيرية، إذ لن تكفي الأهداف لتُسكت الصافرات، بل سيتطلّب الأمر إعادة اكتساب الثقة، نقطةً نقطة، من قلوب من كانوا يهتفون باسمه ذات يوم.