تتصاعد حدة الشائعات بشأن اهتمام النادي الأهلي السعودي بضم الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، قائد إنتر ميامي، خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة.
وبينما تترقب الجماهير هذه الخطوة التاريخية المحتملة، تطفو على السطح تساؤلات حول مدى منطقية هذه الصفقة وتأثيرها الحقيقي على مستقبل "الراقي".
هل يمثل ميسي بالفعل القطعة الناقصة التي يحتاجها الأهلي للعودة إلى قمة المنافسة، أم أن هناك خيارات أخرى قد تكون أكثر جدوى على المدى الطويل؟
التكلفة الباهظة مقابل تعزيز شامل
لا شك أن اسم ليونيل ميسي يمثل قيمة تسويقية ورياضية لا يضاهيها الكثيرون في عالم كرة القدم. لكن عند التدقيق في احتياجات الأهلي وظروفه الراهنة، يصبح التفكير في هذه الصفقة أكثر تعقيدا.
فالتكلفة الهائلة المتوقعة للصفقة، سواء على صعيد الراتب أو المكافآت، يمكن أن توجه لدعم الفريق في أكثر من مركز يحتاج إلى تعزيز.
نتذكر جيدا كيف استثمر الهلال السعودي قبل عامين في تدعيم صفوفه بشكل شامل؛ ما أثمر عن اكتساحه للألقاب محليا وقاريا.
هل لا يزال هذا النهج الشامل أكثر فائدة للأهلي من التركيز على صفقة نجم واحد مهما كانت قيمته؟
محرز.. قائد بالفعل ولا يحتاج لمنافسة
بالنظر إلى الأداء الحالي للفريق، نجد أن النجم الجزائري رياض محرز يقدم مستويات ممتازة ويحمل على عاتقه مسؤولية قيادة المشروع الأهلاوي.
مع كامل الاحترام لمكانة ميسي، إلا أن محرز أثبت أنه لاعب مؤثر داخل وخارج الملعب، يجتهد في كل مركز، يضغط على الإدارة لتلبية احتياجات الفريق، ويقدم الدعم للمدرب.
فهل من المنطقي استثمار مبلغ ضخم لجلب لاعب قد لا يكون تأثيره الرياضي أكبر من تأثير محرز الحالي بشكل كبير، خاصة في ظل الانسجام الواضح الذي وصل إليه الأخير مع الفريق؟
تراجع المردود الرياضي المحتمل
على الصعيد الرياضي، لا يمكن إنكار الإمكانيات الفردية الهائلة لميسي، لكن بالنظر إلى تقدمه في العمر، فإن الاستفادة منه رياضيا قد لا تكون بالقدر نفسه الذي كان عليه قبل سنتين أو ثلاث.
كرة القدم تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا، والأهلي بحاجة إلى لاعبين قادرين على تقديم أداء ثابت على مدار الموسم، ربما يكون من الأفضل البحث عن لاعبين أصغر سنا وأكثر قدرة على التحمل البدني لضمان بناء فريق قوي للمستقبل.
نافذة زمنية قصيرة وتأثير محدود الأمد
أخيرا، يجب التفكير في الجانب الزمني للصفقة، كم عاما سيقضي ميسي في الملاعب؟ وما هي الإضافة الحقيقية التي سيقدمها خلال هذه الفترة القصيرة نسبيًا؟ هل يستحق الاستثمار الضخم لخدمات لاعب قد يكون في المراحل الأخيرة من مسيرته الاحترافية، خاصة وأن الأهلي يسعى لبناء فريق قادر على المنافسة على الألقاب لسنوات قادمة؟
ختاما، وعلى الرغم من الجاذبية الكبيرة لاسم ليونيل ميسي، يبدو أن التفكير مليا في الأولويات واحتياجات الفريق قد يقود إلى استنتاج مفاده أن هذه الصفقة ليست بالضرورة هي الخيار الأمثل للأهلي السعودي في الوقت الحالي.
ربما يكون التركيز على بناء فريق متكامل وتعزيز صفوفه بلاعبين شباب وطموحين هو الاستثمار الأكثر حكمة لضمان مستقبل مشرق للنادي.