لا يزال مشجعو النادي الإفريقي التونسي يعيشون على وقع الخيبة المريرة لفريقهم في موسم 2024 ـ 2025 بعد أن بنوا قصورا من "أحلام اليقظة" وظلوا على امتداد أغلب فترات الموسم يمنون النفس برؤية فريقهم مجددا على منصة الألقاب.
وخرج الإفريقي، ثاني أندية تونس تتويجا بالألقاب، بعد غريمه التقليدي الترجي بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها من الموسم الجاري، إذ أنهى سباق الدوري في المركز الرابع خلف الترجي والمنستيري والنجم الساحلي، بينما تعرض لإقصاء مهين من الدور ربع النهائي بالخسارة أمام الاتحاد المنستيري (3 ـ0).
وسط تلك الوضعية الكارثية التي تسببت في صدمة وذهول وحالة من الغضب في الأوساط الجماهيرية، أعلن مجلس إدارة النادي برئاسة هيكل دخيل استقالته رسميا من مهامه، ليترك الأوضاع مرشحة لمزيد من الأزمة، في وقت تسلم المستشهر الأمريكي للنادي فيرجي شامبيرز المقاليد الإدارية للنادي لفترة لا يعرف أحد في الفريق الأحمر والأبيض حدودها.
وقبل أن يغادر منصبه على رأس الجهاز الفني في موسم كارثي على مستوى النتائج، لم ينج المدرب الفرنسي دافيد بيتوني من سخط المشجعين.
واعتبر الكثيرون في الإفريقي أن بيتوني هو السبب الأول وراء خيبة الأمل الكبرى للنادي بعد أن كان سقف الطموحات عاليا في استعادة الفريق طعم الألقاب من جديد.
كان بيتوني، الملقب في تونس بكونه "صديق زيدان"، بعد أن عمل مساعدا للمدرب الفرنسي في ريال مدريد بين 2016 و2021، مساهما في تحطيم 4 نجوم صاعدين في الإفريقي وتهميشهم بشكل غريب.
ويذهب الكثير من النقاد إلى القول إن رحيل بيتوني كان بمثابة الخلاص لهؤلاء لبدء مشوارهم الكروي من جديد والنجاة من مصير كان بالإمكان أن يعرقل بروزهم.
ويستعرض التقرير التالي بالأسماء والأرقام اللاعبين الأربعة الذين همشهم دافيد بيتوني وكاد يحطم مشوارهم:
الحارس إدريس العرفاوي
تعاقد النادي الإفريقي في يناير الماضي مع حارس منتخب تونس للشباب (دون 20 عاما) إدريس العرفاوي قادما من نادي دينيز البلجيكي في صفقة انتقال حر بعد فسخ عقده مع الفريق.
ورسم الحارس المولود في نوفمبر 2004 طموحات كبيرة للتألق مع الفريق الأحمر والأبيض خصوصا أن التعاقد معه جاء بعد تعرض الحارس الدولي معز حسن لإصابة خطيرة في نوفمبر الماضي، وركونه للراحة لمدة 8 أشهر (في ذلك الوقت)، وهو ما يعني أن العرفاوي سينافس على مكان أساسي في تشكيلة الفريق.
المدرب بيتوني لم يعتمد على الحارس الدولي الشاب ولو في مباراة واحدة، بل حتى في غياب غيث اليفرني وهو الحارس الأول (بعد معز حسن)، لجأ المدرب الفرنسي إلى التعويل على حارس فريق الناشئين مالك سعادة، ثم على وسيم المغزاوي الحارس الرابع مقابل عدم منح الفرصة للعرفاوي.
وتلقى الإفريقي عدة هزائم في الجولات الأخيرة كان حراس المرمى سببا فيها مثل الخسارة ضد الترجي 3 ـ 1، والنجم 2 ـ0، بجانب اهتزاز شباكه في كل المباريات في آخر الموسم تقريبا.
محمد الصادق محمود
حل نجم منتخب تونس للشباب، محمد الصادق محمود في الإفريقي خلال ميركاتو الشتاء الماضي وسبقته شهرة كبيرة كونه نجم منتخب الشباب دون منازع، وأيقونة النادي القربي في دوري الدرجة الثانية للمحترفين.
ورغم الإمكانيات الكروية الهائلة للاعب خط الوسط إلا أنه لم يحظ إلا ببعض الدقائق مع دافيد بيتوني الذي خير الاعتماد على لاعبين آخرين في الوسط أمثال حمزة الخضراوي وأحمد خليل ومعتز الزمزمي.
محمد الصادق محمود خاض بعض المباريات ولكن حجم اللعب لم يتخطّ 300 دقيقة، قدم فيها مستوى كرويا لافتا دفع الكثير من الملاحظين إلى القول إنه كان ضحية كبرى لاختيارات صديق زيدان.
وشارك الحاج محمود في 4 مباريات بالدوري ومباراتين في كأس تونس بينما يرى كثيرون أن اللاعب المولود في نوفمبر 2005 أحد أبرز ضحايا بيتوني.
عبد المالك قلالش
انضم الجزائري عبد المالك قلالش للإفريقي في يوليو الماضي على سبيل الإعارة قادما من نادي مولودية الجزائر لموسم واحد مع خيار الشراء النهائي.
نجم خط الوسط شارك في أول الموسم بديلا في بعض المباريات، وأحرز هدفا في مباراة الإفريقي وقوافل قفصة لكنه غاب عن تشكيلة دافيد بيتوني لأسباب مجهولة وغامضة.
ولم يقنع المدرب الفرنسي الكثير من المتابعين حين برر عدم مشاركة عبد المالك قلالش بانتظام إلى كون الفريق له خطة لعب معينة لا تتضمن مشاركة الجزائري أساسيا.
وشارك قلالش (19 عاما) 21 مباراة مع الإفريقي في الدوري والكأس وأحرز هدفا واحدا، لكن المباريات التي بدأها أساسيا لم تتجاوز 3 لقاءات وهو ما اعتبره المشجعون والملاحظون "تهميشا" غير مبرر من "صديق زيدان" خصوصا أن المحترف الجزائري صنع الفارق في المباريات القليلة التي شارك فيها.
فهد المسماري
نافس النادي الإفريقي بقوة عدة أندية من بينها الزمالك المصري على ضم نجم منتخب ليبيا الواعد، وصانع ألعاب نادي التحدي الليبي فهد المسماري، الذي التحق بالفريق في آخر أيام فترة الانتقالات الشتوية لشهر يناير الماضي.
فهد المسماري هو أيضا أحد ضحايا المدرب دافيد بيتوني لأسباب لا تزال تؤرق مشجعي النادي الإفريقي خصوصا أن اللاعب أثبت في الدقائق التي حصل عليها أنه قادر على تقديم الإضافة لفريقه.
اللاعب المولود في العاشر من يونيو 2004، شارك في 8 مباريات مع الإفريقي في النصف الثاني من الموسم كان في أغلبها لاعبا بديلا، وأثبت إمكاناته الكروية الجيدة لكن المدرب الفرنسي لم يمنحه الفرصة التي كان يستحق، بل تركه على مقاعد البدلاء.
وعقب أول مشاركة للمسماري في مواجهة جمعت الإفريقي بترجي جرجيس، سؤل دافيد بيتوني عن سبب عدم تشريك اللاعب الدولي الليبي أساسيا، وكان رده بأن الفرصة ستتاح للمسماري الذي يملك، وفق مدربه، مهارات كروية لافتة، ولكن رغم تلك التصريحات لم يشارك النجم الواعد في أية مباراة أساسيا بل دخل أثناء اللعب في 8 مباريات في الدوري.
