في ليلة أوروبية صاخبة ضد باريس سان جيرمان، وبينما كانت الأضواء مسلطة على نجوم الفريقين الكبار قرر لامين يامال، الفتى الذهبي لبرشلونة، أن يسرق المشهد.
تقدم بثقة لتسديد ركلة حرة مباشرة من مكان مثالي، حبست جماهير البلوغرانا أنفاسها أملا في رؤية شبح ليونيل ميسي يتجسد في قدمه اليسرى، لكن التسديدة التي خرجت كانت كارثية، وذهبت التسديدة فوق المرمى بالكثير من الأمتار لتتحول لحظة الطموح إلى مادة للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
لم تكن مجرد ركلة ضائعة، بل كانت لقطة رمزية تلخص المخاوف المتزايدة حول مستقبل يامال؛ فتى موهوب بشكل لا يصدق، لكنه يتعجل خطواته نحو مجد قد لا يكون مستعدا له بعد.
شبح نيمار ولعنة فاتي
الخطر الأكبر الذي يواجه برشلونة ليس أن يفشل يامال، بل أن يتحول إلى نسخة جديدة من قصص مأساوية عاشها النادي في الماضي القريب؛ إذ إن المقارنة مع ميسي تبدو ظالمة ومستحيلة، لكن المقارنة مع نيمار دا سيلفا أو أنسو فاتي تبدو منطقية ومقلقة.
كلاهما كانا موهبتين استثنائيتين، لكن مسيرتهما مع النادي انتهت بشكل محبط لأسباب تتجاوز ما قدماه على أرض الملعب، نيمار أغرته الأموال وأضواء النجومية المطلقة بعيدا عن ظل ميسي، بينما حطمت الإصابات والضغوط النفسية مسيرة فاتي الواعدة، واليوم، تظهر بعض العلامات المقلقة التي قد تدفع يامال للسير على الطريق نفسه المحفوف بالمخاطر.
العائلة والمحيطون به
أحد أكبر التحديات التي واجهت مواهب مثل نيمار وفاتي كان تأثير المحيطين بهم، خاصة العائلة والوكلاء. والد نيمار كان له دور محوري في مفاوضاته ورحيله المثير للجدل، وعائلة فاتي ضغطت بقوة لتأمين خروجه بحثا عن دقائق لعب أكثر. يمتلك والد يامال شخصية قوية وحضورا إعلاميا لافتا، وهناك تخوف من أن يتحول هذا الحضور إلى ضغط سلبي على النادي واللاعب نفسه في المستقبل، خاصة عند مفاوضات تجديد العقد أو في حال تراجع مستوى اللاعب، إن بناء "حاشية" حول نجم في مقتبل العمر قد يعزله عن الواقع ويغذي غروره، وهو ما قد يقود إلى قرارات متسرعة ومدمرة.
استفزاز الخصوم في سن مبكرة
يُظهر يامال في الملعب نضجا فنيا يفوق عمره، لكنه في المقابل يبدي سلوكيات قد تضره على المدى الطويل. من اللقطات المهارية الاستعراضية إلى الدخول في مشاحنات لفظية مع مدافعين يكبرونه بسنوات، يبدو يامال وكأنه يسعى لإثبات شخصيته بالقوة.
هذا السلوك، وإن كان يعكس ثقة بالنفس، إلا أنه يجعله هدفا للخصوم ويثير حفيظة الحكام. الاحترام المتبادل في الملعب هو جزء من اللعبة، والإفراط في الاستفزاز في هذه السن قد يحوله من لاعب مهاري إلى لاعب مستفز؛ ما يفقده تعاطف الجماهير وتركيز زملائه.
@eremsports شيلا تستغل شهرة ابنها لامين يامال بتنظيم مأدبة عشاء فاخرة #SportsonTikTok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
السعي المبكر للبطولة الفردية
الرغبة في تسديد الركلات الحرة والجزاء هي سمة القادة والنجوم الكبار في أي فريق، لكن يامال بدأ يطالب بهذا الدور مبكرا جدا؛ إذ إن حادثة ركلته الحرة ضد باريس هي خير دليل؛ فهو يمتلك الجرأة ليطلب التسديد، لكنه لا يمتلك الدقة الكافية لتنفيذها بنجاح حتى الآن.
هذا التعجل في الحصول على دور "النجم الأوحد" يخلق ضغطا هائلا عليه، ويضعه في مقارنات مباشرة مع أساطير مثل ميسي ورونالدينيو، وهي مقارنات لم يحن أوانها بعد. يجب أن يركز على تطوير أساسياته أولًا قبل أن يسعى لحمل الفريق على كتفيه في اللحظات الحاسمة.
@eremsports راسلها بعمر 11 عاما ..فاتي فاسكيز تكشف أسرار علاقتها بلامين يامال #SportsonTikTok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
الحياة الشخصية وعالم الشهرة
مع بزوغ نجمه، دخل لامين يامال عالم الشهرة والأضواء من أوسع أبوابه؛ إذ بدأت الأخبار تتناول علاقاته الشخصية وحياته خارج الملعب، وهو فخ سقط فيه العديد من النجوم الشباب قبله.
الانغماس في حياة الشهرة قد يشتت تركيز أي لاعب، فما بالك بفتى في مقتبل حياته. التوازن بين كونه نجما عالميا ومراهقا يعيش حياته الطبيعية هو المعادلة الأصعب، وأي خلل في هذا التوازن قد يؤثر سلبا على التزامه وتطوره المهني، وهو المصير الذي عانى منه نيمار في فترات مختلفة من مسيرته.
@eremsports تفاصيل محادثات سرية بين بايرن ميونخ ووكيل لامين يامال وغافي #SportsonTikTok #برشلونة
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
ختاما، يمتلك لامين يامال كل المقومات ليصبح أسطورة في برشلونة، لكن الموهبة وحدها لا تكفي مثلما قال مدرب الفريق هانزي فليك.
الطريق إلى القمة محفوف بالتحديات، ودور النادي والجهاز الفني هو حمايته وتوجيهه لتجنب السقوط في الأخطاء نفسها التي كلفت برشلونة فقدان مواهب كان من المفترض أن ترسم مستقبل النادي لسنوات طويلة.