في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، تراجع نادي النصر السعودي عن إتمام صفقة التعاقد مع المدافع السلوفاكي ديفيد هانكو، لاعب فينورد الهولندي، بعد أن وصلت المفاوضات إلى مراحلها النهائية وكان اللاعب على وشك التوقيع رسميًا.
هذه الحادثة لم تكن مجرد تعثر في صفقة، بل كانت بمثابة جرس إنذار كشف عن حالة من التخبط والغموض تلفّ مستقبل "العالمي" في سوق الانتقالات الصيفية، وتثير تساؤلات جدية حول قدرة الإدارة على تدعيم صفوف الفريق بالشكل الذي يليق بحجم طموحاته وقيمة نجمه الأول، كريستيانو رونالدو.
مع اقتراب انطلاق الموسم الجديد وبدء العد التنازلي لبطولة السوبر السعودي، يجد نادي النصر نفسه في مواجهة مصير غامض في سوق الانتقالات، تحيط به تهديدات خطيرة قد تنسف أحلام جماهيره في المنافسة بقوة على الألقاب.
ويمكن تلخيص هذه التهديدات في 3 محاور رئيسية.
أولاً: خطر تفكك العمود الفقري للفريق
التهديد الأكبر الذي يواجه النصر حاليًا ليس فقط فيمن سيأتي، بل فيمن قد يرحل، تدور الشكوك بقوة حول مستقبل الركائز الأجنبية التي تمثل العمود الفقري للفريق بجانب رونالدو.
فالتقارير تؤكد رغبة كل من الإسباني إيمريك لابورت، والبرتغالي أوتافيو، والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش في مغادرة النادي هذا الصيف بالإضافة إلى مغادرة جون دوران بالفعل إلى فنربخشة التركي.
رحيل هذا الرباعي دفعة واحدة سيمثل ضربة قاضية لاستقرار الفريق وتجانسه الذي بني على مدار السنوات الماضية هذا النزيف المحتمل للنجوم، يُضاف إليه عدم التجديد للمدافع المحلي محمد آل فتيل يخلق حالة من الفراغ الفني والإداري، ويجعل مهمة بناء فريق متكامل أكثر صعوبة وتعقيدًا.
ثانياً: فقدان المصداقية في سوق الانتقالات
حادثة التراجع عن صفقة ديفيد هانكو، وجهت لطمة قوية لصورة النصر ومصداقيته في سوق الانتقالات، عندما يصل نادٍ بحجم النصر إلى اتفاق شبه نهائي مع لاعب وناديه، ثم يتراجع في اللحظات الأخيرة، فإن ذلك يرسل إشارة سلبية للغاية للاعبين الآخرين ووكلائهم.
هذا التردد يضعف الموقف التفاوضي للنادي مستقبلًا، وقد يجعل الأهداف القادمة تتردد في قبول عرض النصر أو تطلب ضمانات أكبر، خوفًا من تكرار سيناريو هانكو، أصبحت سمعة النادي كشريك موثوق في المفاوضات على المحك، وهو ما قد يعرقل أي صفقة مستقبلية.
ثالثاً: ضغط الوقت واقتراب الاستحقاقات
الوقت هو العدو الأول للنصر في الميركاتو الحالي، فبينما تعمل الأندية المنافسة على تدعيم صفوفها مبكرًا استعدادًا للموسم الجديد، يبدو النصر غارقًا في إدارة أزمات رحيل اللاعبين والتعثر في حسم الصفقات الجديدة.
بطولة كأس السوبر السعودي باتت على الأبواب، والفريق حتى الآن لم يعلن عن أي اسم كبير قادم لتعويض الراحلين المحتملين أو لتدعيم نقاط الضعف.
التساؤلات تتزايد في أوساط الجماهير، من القادم؟ ومن هو اللاعب الذي تفاوضه الإدارة بجدية؟ هذا التأخير يهدد فترة الإعداد للموسم ويضع ضغطًا هائلاً على الفريق الذي قد يدخل أولى منافساته الرسمية بصفوف غير مكتملة ومليئة بالشكوك، وهو وضع لا يرضي طموحات قائده كريستيانو رونالدو، الذي جاء من أجل حصد الألقاب لا لمعالجة الأزمات الإدارية.
