لا شك أن قدوم ليونيل ميسي إلى إنتر ميامي قد أحدث زلزالًا كرويًّا في الولايات المتحدة، فالمدرجات امتلأت، والقمصان الوردية غزت الشوارع، وأصبحت تذاكر مباريات الدوري الأمريكي سلعة نادرة.
ولكن، وسط هذا الصخب، خرج صوت من داخل البيت الأمريكي ليطرح وجهة نظر صادمة ومغايرة تمامًا للتيار السائد: "ماذا لو كان القادم هو كريستيانو رونالدو؟".
بريك شيا، نجم المنتخب الأمريكي ولاعب إنتر ميامي السابق، ألقى حجرًا في المياه الراكدة بتصريحات جريئة، مؤكدًا أن "صاروخ ماديرا" كان سيترك أثرًا أعمق وأقوى في بلاد العم سام مقارنة بالنجم الأرجنتيني.
وجهة النظر هذه لا تقلل من سحر ميسي الكروي، بل تسلط الضوء على الهوية الأمريكية التي تعشق الاستعراض والضجيج، وهي ملعب رونالدو المفضل الذي يتفوق فيه بوضوح.
الدوري الأمريكي ربما كسب أفضل لاعب في التاريخ، لكنه خسر الوحش التسويقي الأكمل، وذلك لأربعة أسباب جوهرية تجعل رونالدو القطعة الناقصة في هوليوود كرة القدم:
1- حاجز اللغة: جسر التواصل المفقود
في أمريكا، الكلمة تساوي المال، والتواصل المباشر مع الجمهور هو نصف النجومية. هنا تكمن الفجوة الكبرى؛ فبينما يحتاج ليونيل ميسي إلى مترجم دائم ويتحدث الإسبانية فقط، يمتلك كريستيانو رونالدو لسانًا إنجليزيًّا طليقًا اكتسبه من سنوات مجده في مانشستر يونايتد.
الدوري الأمريكي خسر فرصة وجود نجم عالمي يخاطب الجماهير بلسانهم في المقابلات التلفزيونية، والبرامج الحوارية الليلية، وحتى في الإعلانات التجارية دون حواجز، وهو ما كان سيمنح رونالدو انتشارًا أسرع وأعمق في الثقافة الأمريكية اليومية.
2- الشو الإعلامي: رونالدو صُنع من أجل الكاميرات
تُعرف الولايات المتحدة بأنها مهد صناعة الترفيه، والجمهور هناك يعشق النجم الذي يعيش تحت الأضواء، ميسي، بطبعه، شخصية خجولة، هادئ، يفضل العائلة والابتعاد عن الصخب بمجرد صافرة النهاية.
على النقيض، يتغذى رونالدو على فلاشات المصورين، إنه رجل استعراض من الطراز الأول، يعرف متى يبتسم للكاميرا، وكيف يخطف الأنظار حتى وهو جالس على مقاعد البدلاء.
بريك شيا أشار بوضوح إلى أن ميسي هادئ زيادة عن اللزوم، بينما رونالدو كان سيحول كل مباراة إلى حدث سينمائي يتجاوز حدود المستطيل الأخضر.
3- الانفتاح: التناغم مع عقلية السوبر بول
الرياضة في أمريكا ليست مجرد تنافس، بل هي صناعة ترفيه متكاملة، رونالدو يمتلك شخصية منفتحة وجريئة تتماشى تمامًا مع العقلية الأمريكية التي تقدس النجوم الذين يتفاعلون باستمرار.
احتفال "Siuuu" الشهير ليس مجرد قفزة، بل هو ماركة مسجلة تفاعل معها العالم، وكان سيصبح أيقونة في الملاعب الأمريكية.
ميسي يقدم السحر الكروي الصامت، لكن رونالدو يقدم المجموعة الكاملة من الأداء والشخصية والجدل الذي يبقي الدوري في عناوين الصحف طوال الأسبوع، وليس يوم المباراة فقط.
4- التواصل: الصوت الإعلامي المرعب
في صراع الرياضات الشرس داخل أمريكا بين السلة، والبيسبول، وكرة القدم الأمريكية، تحتاج كرة القدم إلى صوت عالٍ لتُسمع. ميسي قليل الكلام، وتصريحاته دبلوماسية ومقتضبة.
أما رونالدو، فهو ماكينة إعلامية متحركة؛ تصريح واحد منه قد يقلب الموازين. صوته مسموع، وآراؤه جريئة، وحضوره طاغٍ في المؤتمرات الصحفية.
الدوري الأمريكي افتقد لهذا الصخب الذي يجذب انتباه حتى غير المهتمين بكرة القدم، وهو التأثير الذي كان رونالدو سيفرضه بقوة شخصيته وكاريزمته التي لا تُقاوم.
في النهاية، قد يكون ميسي منح الدوري الأمريكي القوة الفنية، لكن المؤكد أن كريستيانو رونالدو كان سيمنحه البريق الهوليوودي الذي لا يزال الدوري يبحث عنه.