عندما يتردد اسم الساحر البرازيلي نيمار داسيلفا، يعود إلى الأذهان ذلك البريق الذي خَطَفَه من الملاعب السعودية سريعًا بسبب إصابة قاسية.
لكن مع استعادته جزءًا كبيرًا من مستواه الفني وقدرته على تقديم لمحاته الساحرة مع سانتوس البرازيلي حاليًا، يطرح سؤال جوهري نفسه: هل انتهت رحلة نيمار في المملكة؟ الإجابة قد تكون لا، والعودة قد لا تكون بالضرورة عبر بوابة ناديه السابق، الهلال.
من الظلم ربط تراجع حالة نيمار البدنية بتجربته القصيرة مع الهلال، الحقيقة أن مسيرة اللاعب مع الإصابات والتذبذب لم تبدأ في الرياض، بل كانت فصولها واضحة في باريس سان جيرمان.
منذ عام 2022، كان نيمار يعاني للحفاظ على استمراريته مع باريس سان جيرمان، وتشير الإحصائيات إلى أنه نادرًا ما كان يشارك في خمس مباريات متتالية دون أن يتعرض لانتكاسة.
كانت مشكلة مزمنة تسبق وصوله إلى الدوري السعودي، مما يعني أن استعادة مستواه الآن هي نتاج تعافٍ شخصي وليس انعكاسًا لبيئة كروية معينة.
وهنا تكمن النقطة المحورية، نيمار ليس مجرد لاعب كرة قدم بالنسبة للمملكة العربية السعودية، بل هو استثمار طويل الأمد.
بعقود دعائية تمتد حتى عام 2034، وباعتباره أحد الوجوه الرئيسة لملف كأس العالم، فإن قيمته تتجاوز حدود المستطيل الأخضر.
فلماذا لا يتم تحقيق أقصى استفادة فنية من هذا الأصل الثمين طالما أنه قادر على العطاء؟ إذا كان الهلال قد مضى قدمًا في مشروعه، فإن هناك أندية أخرى في أمس الحاجة لخدمات لاعب بقيمة وحجم نيمار.
1. نادي النصر.. القطعة المفقودة في هجوم العالمي
يعاني النصر فراغًا واضحًا في مركز الجناح الأيسر المهاجم، رغم وجود كريستيانو رونالدو وساديو ماني، فالفريق يفتقر لذلك اللاعب المبدع القادر على الربط وصناعة الفرص من هذا الرواق.
وصول نيمار لن يحل هذه المشكلة التكتيكية فحسب، بل سيخلق ثلاثيًا هجوميًا تاريخيًا قد يكون الأقوى في آسيا، مما يمنح النصر دفعة هائلة في سعيه للسيطرة على الألقاب المحلية والقارية.
2. نادي القادسية.. أيقونة المشروع الطموح
مع صعود القادسية بين الكبار وبزوغه كل موسم أكثر من التالي مدعومًا بمشروع استثماري ضخم، يبحث النادي عن "صفقة أيقونية" تضعه على الخريطة العالمية فورًا.
نيمار هو المرشح المثالي لهذا الدور، سيكون هو النجم الأوحد وقائد المشروع، والوجه الذي سيجذب الأنظار والمواهب الأخرى إلى الخبر.
بناء الفريق حول نيمار سيمنحه الدور القيادي الذي طالما بحث عنه، وسيعطي المشروع دفعة إعلامية لا تقدر بثمن.
3. نادي نيوم.. وجه المستقبل
يمثل نادي نيوم الرياضي مستقبل الطموح السعودي، وهو جزء لا يتجزأ من المدينة الأكثر تطورًا في العالم.
إطلاق هذا النادي على الساحة العالمية يتطلب اسمًا بحجم وقيمة نيمار، أن يكون النجم البرازيلي هو أولى الصفقات الكبرى لنادي نيوم وهو في الدوري السعودي سيرسل رسالة واضحة بأن هذا النادي قادم للمنافسة على أعلى مستوى.
ارتباط اسم نيمار بمشروع نيوم هو مزيج مثالي بين قوة كرة القدم الناعمة ورؤية المملكة المستقبلية.
ختامًا، قد تكون قصة نيمار في السعودية لم تكتب فصلها الأخير بعد، وربما يكون القميص الذي سيرتديه في عودته مختلفًا تمامًا عما يتوقعه الجميع.
