ظهرت ردود أفعال متباينة عقب تعيين الخبير العالمي أوسكار جوليان رويز "المتورط في فضائح جنسية" لرئاسة لجنة الحكام المصرية للفترة المقبلة.
جاء اختيار أوسكار جوليان رويز بناءً على ترشيح من السويسري ماسيمو بوساكا، رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
ونشرت بعض المصادر المصرية اتهامات تُشير إلى أن الحكم الكولومبي تورط في فضائح جنسية؛ إذ وردت تقارير تفيد بأنه اتُهم بالتحرش الجنسي من قبل 11 ضحية مزعومة وأكثر من 30 شاهدًا، إلى جانب اتهامات موجهة لمسؤولين آخرين.
ولكن عند العودة إلى المصادر الكولومبية الموثوقة، يتضح أن الشكاوى التي قدمها الحكم السابق هارولد بيريلّا – الذي أصرّ على أن رويز تحرش بعدة حكام – قد تم إغلاقها من قبل النيابة العامة في أغسطس 2020.
وعلى الرغم من أن الاتهامات قد أعيدت إلى الواجهة لاحقًا، إذ أكدت تقارير أن القضية لا تزال قيد التحقيق لدى لجنة الأخلاقيات المستقلة التابعة للفيفا، فإن عدم صدور أي نتائج نهائية أو إعلان رسمي من الفيفا يؤكد أن هذه المزاعم لا تستند إلى أدلة قاطعة.
وقال الحكم السابق هارولد بيريلّا للصحيفة الكولومبية الموثوقة EL TIEMPO: "نحن نرى بالثقة التحقيق الذي تجريه الفيفا. بينما تفتح الفيفا تحقيقًا، تغلق النيابة في كولومبيا القضية. نحن لا نشعر بالثقة مع النيابة؛ ونعلم أن القضية أُغلقت بطريقة غير مناسبة، ولم يتواصل معي أحد، لا من الاتحاد ولا من النيابة"
ومن جانبه، أكد رويز خلال اتصال صحفي مع EL TIEMPO: "الفيفا حرة في التحقيق، ونأمل أن تصل النتائج إلى نفس الاستنتاج الذي توصلت إليه النيابة بأن كل تلك الاتهامات ليس لها أساس من الصحة"
وتجدر الإشارة إلى أنه، على الرغم مما نشرته بعض المصادر منذ ثلاث سنوات، لم يُستخلص منها أي دليل يدعم مزاعم الفضائح الجنسية، كما أنه لم يصدر أي إعلان رسمي من جهة الفيفا أو جهات قضائية تؤكد تورط رويز في مثل هذه الأفعال.
فضلاً عن ذلك، لا يزال الحكم الكولومبي الدولي يعمل كمحاضر معتمد لدى الفيفا. فقد شارك مؤخراً في المعسكر التحضيري لحكام المملكة العربية السعودية استعداداً للموسم الجديد في عام 2024، حيث تألّف الفريق السعودي من الحكم الدولي عبدالله الشهري، والحكم من الدرجة الأولى عبد الصمد بكري، والحكمين المساعدين إبراهيم الدخيل وسعد السبيعي، بالإضافة إلى المحاضر خليل جلال، الذي يعمل لدى الاتحادات الدولية والآسيوية لكرة القدم.
وجاء تنظيم هذا المعسكر في موسكو ضمن جهود الاتحاد السعودي لكرة القدم (SAFF) بالتعاون مع اتحادات أوروبية وقارية، لتبادل الخبرات، وتأهيل الحكام السعوديين للمنافسات المحلية والدولية، والارتقاء بمستوى التحكيم على الأصعدة كافة. وقد شمل المعسكر اختبارات نظرية في موضوعات القانون والتعديلات الجديدة على قانون كرة القدم (مثل حالات اللمس باليد داخل منطقة الجزاء)، واختبارات لياقة بدنية وتمارين على تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR).
وقد قاد المعسكر محاضرون معتمدون من الفيفا، منهم الحكم الكولومبي أوسكار رويز والصربي ميلوراد مازيك.
بناءً على ما ورد من المصادر الموثوقة والتقارير الصادرة من الصحف الكولومبية، لا يوجد دليل يؤكد تورط رئيس لجنة الحكام المصرية في فضائح جنسية.
الشكاوى التي ذُكرت قد أُغلقت من قبل النيابة العامة، ولم تُستكمل أي تحقيقات رسمية أو تُصدر نتائج نهائية تدعم تلك المزاعم.
ويستمر رويز في أداء مهامه كمحاضر معتمد لدى الفيفا، مما يدل على ثقة الجهات الدولية في كفاءته المهنية.
وتبرز سيرة رئيس لجنة الحكام المصرية الجديد بإدارته عددا من النهائيات حيث تولى إدارة نهائيات بطولة أمريكا الجنوبية تحت 17 عامًا عام 1995 في بيرو، والتصفيات الأولمبية في الأرجنتين عام 1966، وفي نفس العام كان الحكم المركزي في السوبركوبا، وبعد عامين تولى إدارة المباراة النهائية لكأس أمريكا.
وفي عام 2000، أدار المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، وفي عام 2001، قاد المباراة النهائية لكأس ميركوسور.
ولدى رويز تاريخه في كأس الليبرتادوريس؛ فقد أدار نهائيات البطولة في أعوام 2003 و2007 و2014، بالإضافة إلى نهائي كأس أمريكا الجنوبية لعام 2010. وحتى الآن، يمتلك الحكم الكولومبي السابق سجلًا بـ 57 مباراة قضاها في كأس الليبرتادوريس، مما يجعله أكثر حكم تولى منصب الحكم المركزي في هذه البطولة.
وفي عام 2010، تم اختيار رويز كثالث أفضل حكم من 2001 إلى 2010، إلى جانب الإيطالي بيرلوغي كولينيا. وكانت آخر مباراة أدارها في كولومبيا في 4 يونيو 2011 بين ميلوناريوس وإيكواداد، بينما كان 5 مايو من الموسم نفسه آخر يوم تولى فيه منصب الحكم المركزي في مباراة من مباريات كأس الليبرتادوريس، في اللقاء بين سيرو بورتينو وإستودينتس دي لا بلاتا.