كان من المفترض أن تكون ليلة للاحتفال والتاريخ، ملعب "الإنماء" يتزين لاستقبال وتكريم المشجع رقم 5 ملايين، في لفتة تبرهن على القيمة العظيمة لجمهور "العميد"، لكن هذه اللوحة الاحتفالية تحولت إلى كابوس، وانتهت إحدى أقسى ليالي حامل اللقب، بعد صفعة مدوية على يد الغريم التقليدي الأهلي.
الخسارة في الديربي ليست مجرد 3 نقاط، إنها إهانة وصدمة في ليلة كان يفترض بها أن تكون ردًّا للاعتبار، لقد كشفت هذه المباراة أن الاتحاد لا يعاني من كبوة عابرة، بل يمر بكارثة حقيقية، وأن حامل اللقب يغرق في أزمة عميقة، بدت ملامحها واضحة في بضع كوارث متتالية.
1. المركز الكارثي
الكارثة الأولى والأكثر وضوحًا هي المركز في جدول الترتيب، أن ترى حامل اللقب يتراجع إلى المركز الثامن، هو أمر لا يصدقه عقل. لم يعد هذا مجرد تذبذب في المستوى، بل هو انهيار واضح وصريح. الفجوة مع فرق الصدارة تتسع، وحلم الحفاظ على اللقب بدأ يتحول إلى كابوس البقاء في منطقة وسط الجدول، وهو ما لا يليق بحجم الإنفاق ولا بقيمة النجوم الموجودة.
2. خسارة الديربي
تأتي الكارثة الثانية متمثلة في خسارة الديربي، مباريات الديربي لها حسابات خاصة، والخسارة فيها لا تعني فقدان النقاط فحسب، بل تعني فقدان الكبرياء أمام الغريم، أن تخسر على أرضك، في الجوهرة، يعني أن القلعة التي كانت حصينة أصبحت مستباحة، هي ضربة معنوية قاسية تحتاج لوقت طويل للتعافي منها، وتضع الفريق بأكمله تحت ضغط جماهيري وإعلامي هائل.
3. صفعة في ليلة الاحتفال
هنا يكمن ملح الجرح، الكارثة الثالثة هي التوقيت، اختار الفريق أسوأ ليلة ممكنة ليقدم هذا الأداء الباهت. فبدلًا من أن يرد اللاعبون التحية لجمهورهم الوفي الذي سجل رقمًا تاريخيًّا، قدموا له صفعة مهينة على طبق من ذهب، لقد حولوا ليلة التكريم إلى ليلة إحراج، وأثبتوا أنهم مفصولون تمامًا عن نبض المدرجات، في مشهد لا يمكن نسيانه بسهولة.
4. سقوط كونسيساو
الكارثة الرابعة هي المدرب، كان الديربي هو الاختبار الحقيقي الأول لسيرجيو كونسيساو، أول معركة تكتيكية كبرى له مع الفريق، والنتيجة: سقوط مدوٍّ. بدا الفريق تائهًا، بلا هوية تكتيكية، وعاجزًا عن إيجاد الحلول. هذه الخسارة تنهي شهر العسل سريعًا، وتضع المدرب البرتغالي في عين العاصفة، وتفتح الباب لأسئلة مقلقة حول مدى ملاءمته لمشروع "العميد".
5. عودة الشكوك لكريم بنزيما
أخيرًا، الكارثة الخامسة تتعلق بالنجم الأول، ففي الوقت الذي بدأت فيه الهمسات تتردد حول عودة كريم بنزيما لمستواه، جاء الديربي ليعيد كل الشكوك إلى نقطة الصفر، ظهر النجم الفرنسي تائهًا، باهتًا، وعاجزًا عن قيادة الهجوم، تمامًا كما ظهر في أرقامه (صفر تسديدة على المرمى)، عندما يغيب القائد في أهم المعارك، فهذا يؤكد أن الأزمة أعمق من مجرد تكتيك، بل هي أزمة ثقة تضرب الفريق في مقتل.
