بين صورة الشاب الوسيم ذي القوام الممشوق والملامح الحادة التي ظهر بها في التسعينيات، وصورته الحالية كرئيس لنادي برشلونة بجسد ممتلئ و"كرش" بارز، تكمن قصة تمتد لثلاثة عقود من الضغط والشغف والنجاح، وهي قصة التحول الجسدي الصادم والمثير للجدل لخوان لابورتا.
عندما بزغ نجم خوان لابورتا في المشهد الكتالوني للمرة الأولى كمعارض شرس لرئيس النادي الأسبق نونيز في عام 1998، ثم كمرشح شاب لرئاسة النادي في 2003، كان يقدم نفسه للعالم كمحامٍ طموح، يتمتع برشاقة لافتة وجسد نحيف يعكس حيويته وشغفه الكبيرين.
كانت صوره في تلك الفترة تظهره دائمًا ببدلات أنيقة تبرز قوامه الرياضي، ووجه نحيف مفعم بالطاقة، وهي الصورة التي طبعت في أذهان عشاق برشلونة عن القائد الشاب الذي سيغير تاريخ ناديهم.
ومع توليه الرئاسة في فترته الأولى الأسطورية (2003-2010)، بدأت ضغوطات المنصب الهائلة تترك بصماتها الأولى.
فرغم النجاحات الساحقة التي حققها الفريق تحت قيادته، كانت سنوات إدارة أحد أكبر أندية العالم مليئة بالتوتر والمشاكل التي لا تنتهي.
ومع مرور السنوات، بدأ التحول يظهر ببطء، اختفت الحدة من ملامحه، وبدأ وزنه يزداد تدريجيًا، لكن التحول الأكبر كان في انتظاره.
بعد ابتعاده عن الرئاسة وعودته مجددًا في عام 2021 لإنقاذ النادي من أزمة مالية خانقة، تسارعت وتيرة التحول بشكل دراماتيكي.
يبدو أن هموم النادي وديونه ومسؤولية إعادة بناء الفريق قد ألقت بظلالها الثقيلة على جسد لابورتا.
فأظهرت الصور الحديثة، خاصة خلال العامين الماضيين، رئيسًا مختلفًا تمامًا، اختفى الخصر النحيف، وظهر "الكرش" بشكل واضح لا يمكن تجاهله، وباتت ملامح وجهه أكثر استدارة وامتلاءً، في تناقض صارخ مع صورة المحامي الرشيق الذي عرفه الجميع.
اليوم، يقف لابورتا كأنجح رئيس في تاريخ برشلونة الحديث، لكنه يقف أيضًا كشاهد حي على الثمن الباهظ الذي يدفعه الإنسان في سبيل النجاح.
هي قصة نجاح رياضي وإداري مُبهر، لكنها في الوقت نفسه قصة تحول جسدي "مرعب" يروي كيف يمكن لضغوطات المسؤولية أن تغير ملامح وقوام الإنسان إلى الأبد.
