تلقى نادي ريال مدريد ضربة موجعة بخسارته الأخيرة أمام فالنسيا، ليزداد الوضع تعقيدا في صراعه على لقب الدوري الإسباني، فمع تبقي ثماني جولات فقط على نهاية المسابقة، يتأخر الفريق الملكي بفارق 4 نقاط عن غريمه التقليدي برشلونة، وهو فارق يصعب تعويضه في ظل الأداء المتذبذب الذي يقدمه الفريق مؤخرا.
هذه الهزيمة دقت ناقوس الخطر في أروقة النادي، وأكدت الحاجة الماسة إلى تحرك عاجل لإنقاذ الموسم وتصحيح المسار قبل فوات الأوان.
وفي هذا السياق، تبرز بقوة فكرة الاعتماد على أسطورة النادي زين الدين زيدان، مصحوبة بأربع صفقات ضرورية لترميم صفوف الفريق.
أولًا: عودة زيدان.. وصفة النجاح المجربة
في ظل هذه الظروف الصعبة، يبدو اسم زيدان هو الحل الأمثل لقيادة "الميرنغي" في الفترة المتبقية من الموسم. فالمدرب الفرنسي المخضرم متاح حاليا، وقد سبق له أن قاد الفريق لتحقيق إنجازات تاريخية في ولايتين سابقتين.
زيدان يعرف النادي ولاعبيه جيدا، ولديه القدرة على إعادة الروح القتالية والثقة إلى صفوف الفريق في وقت حرج كهذا. لا يوجد أي مخاطرة في الاستعانة به، بل على العكس، فإن تجربته الناجحة مرتين من قبل تجعل منه الخيار الأكثر أمانا واستقرارا في هذه المرحلة الحاسمة.
عودة زيدان ستمنح اللاعبين دفعة معنوية هائلة وقد تكون الشرارة التي يحتاجها الفريق للعودة إلى سكة الانتصارات.
ثانيا: ظهيران جديدان.. ثغرة دفاعية مستمرة
يعاني ريال مدريد هذا الموسم من ضعف واضح في مركز الظهيرين. فالمستويات التي يقدمها فيرلاند ميندي وفران جارسيا ولوكاس فاسكيز متذبذبة وغير مقنعة، كما أن الإصابة الطويلة لداني كارفخال وتقدمه في العمر يمثلان عبئا إضافيا على الفريق.
هذه الثغرة الدفاعية استغلها المنافسون مرارا وتكرارا، وكانت سببا في استقبال الفريق لأهداف سهلة في العديد من المباريات، بما في ذلك مباراة فالنسيا الأخيرة.
الحل العاجل لهذه المشكلة يكمن في التعاقد مع ظهيرين على مستوى عالٍ في أقرب فرصة، حتى لو كان ذلك قبل بداية فترة الانتقالات الصيفية.
وجود ظهيرين قويين سيعزز الجانب الدفاعي للفريق بشكل كبير وسيمنح المدرب خيارات تكتيكية أكثر تنوعا.
ثالثا: قلب دفاع صلب.. حاجة ضرورية للمستقبل
لم تتوقف معاناة ريال مدريد عند مركز الظهيرين، بل امتدت إلى قلب الدفاع أيضا. فقد عانى الفريق هذا الموسم من سلسلة من الإصابات المؤثرة التي طالت روديغير وميليتاو وألابا؛ مما اضطر المدرب في بعض الأحيان إلى الاعتماد على قلب دفاع واحد حقيقي في التشكيلة الأساسية وهو الشاب راؤول أسينسيو.
وعلى الرغم من المستويات الطيبة التي يقدمها اللاعب الشاب، إلا أنه لا يزال يفتقر إلى الخبرة الكافية لمواجهة أقوى المهاجمين في أوروبا.
التعاقد مع قلب دفاع قوي وصلب في فترة الانتقالات الصيفية القادمة يجب أن يكون على رأس أولويات النادي. هذا التعاقد سيمنح الفريق عمقا دفاعيا أكبر وسيضمن وجود بديل جاهز في حال تعرض أي من اللاعبين الأساسيين للإصابة.
رابعا: حارس مرمى بديل.. تأمين ضروري لما بعد كورتوا
أثبتت إصابة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا هذا الموسم مدى أهميته بالنسبة لريال مدريد. ففي غيابه، ظهر الفريق مكشوفا بشكل واضح في مركز حراسة المرمى.
كورتوا كان ينقذ الفريق في العديد من المواجهات الصعبة، ومباراة فالنسيا الأخيرة هي مثال حي على ذلك، ففي وجوده ربما انتهت المباراة بفوز ضئيل لريال مدريد.
أما البديل الحالي، الأوكراني أندريه لونين، فقد قدم مستويات سيئة للغاية هذا الموسم، ولا يقارن بالمستوى المميز الذي كان عليه في الموسم الماضي عندما ساهم بشكل كبير في فوز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا.
التعاقد مع حارس مرمى محترم يكون بديلا قويا لكورتوا هو أمر ضروري لتأمين هذا المركز الحساس في المستقبل القريب. يجب على النادي البحث عن حارس يمتلك الخبرة والجودة اللازمتين لتمثيل الفريق في حال غياب الحارس الأساسي.