أثارت تصريحات خالد العيسى، رئيس نادي الأهلي السعودي الأخيرة حول مستقبل النجم الدولي سالم الدوسري جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي السعودي.
قال العيسى إن سالم ليس ملكاً لأي نادٍ بعينه وأن انتقاله لأي فريق آخر وارد، خاصة مع دخوله الفترة الحرة وقرب نهاية عقده مع نادي الهلال.
هذه التصريحات فتحت باب التكهنات واسعاً حول إمكانية انتقال 'التورنادو' إلى صفوف 'الراقي' في خطوة ستكون مدوية بكل المقاييس وتغير خريطة المنافسة.
ورغم أن الحديث عن اقتراب عقد الدوسري من النهاية يجعله هدفاً مشروعاً لأي نادٍ كبير، إلا أن واقع الحال والعديد من العوامل الأخرى تجعل من انتقاله إلى الأهلي أمراً بالغ الصعوبة، ويكاد يكون مستحيلاً في الوقت الحالي.
هناك أربعة أشياء رئيسة تقف حائلاً قوياً أمام إتمام هذه الصفقة الكبرى، وتجعل بقاء الدوسري في الهلال هو السيناريو الأقرب للحدوث:
سالم الدوسري ليس مجرد لاعب أساسي ومهم في تشكيلة الهلال؛ إنه رمز للنادي وجزء لا يتجزأ من تاريخه الحديث.
'التورنادو' هو أيقونة حقيقية للجماهير الهلالية، التي ترى فيه امتداداً لأساطير سابقة وممثلاً حقيقياً لروح النادي.
ترك النادي الذي صنع اسمه فيه وحقق معه كل هذه الإنجازات ليذهب إلى منافس مباشر، حتى لو كان الأهلي نادياً كبيراً، يمثل تحدياً عاطفياً ورمزياً كبيراً يصعب على اللاعب نفسه الإقدام عليه، وعلى الجماهير الهلالية تقبله على الإطلاق. إرثه كلاعب عظيم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالهلال.
يمتلك نادي الهلال، بدعم من صندوق الاستثمارات العامة، قوة مالية هائلة تمكنه من تلبية جميع مطالب سالم الدوسري المادية لتجديد عقده وتقديم عرض يفوق أي عرض آخر قد يأتي من أي نادٍ سعودي آخر، بما في ذلك الأهلي.
الإدارة الهلالية تدرك تماماً قيمة الدوسري الفنية والرمزية كأحد أبرز نجوم الفريق والكرة السعودية، ولن تدخر وسعاً في تقديم عرض مالي لا يمكن للاعب رفضه، يضمن بقاءه ضمن كتيبة 'الزعيم' لسنوات قادمة.
مجرد دخوله الفترة الحرة هو إجراء طبيعي في مسار أي عقد احترافي، ولا يعني بالضرورة رغبة اللاعب في الرحيل أو أن النادي لا يرغب في استمراره.
بنى سالم الدوسري مسيرة حافلة بالألقاب واللحظات التاريخية بقميص الهلال. العلاقة بين سالم والهلال وجماهيره تتجاوز مجرد العلاقة التعاقدية؛ إنها علاقة ولاء وانتماء عميقة نشأت على مدار سنوات طويلة من العطاء المتبادل.
اللاعب يشعر بارتباط قوي بالهلال وجماهيره التي طالما هتفت باسمه وساندته. الانتقال إلى نادٍ آخر، خاصة في الدوري والمنافسة المباشرة أنفسهما، قد يهدد جزءاً من هذا الإرث ومكانته في قلوب جماهير النادي الذي يعتبرونه بيته الأول والأخير، وهو أمر قد لا يرغب اللاعب نفسه في المخاطرة به.
صحيح أن الموسم الحالي (2024-2025) قد يكون صفرياً بالنسبة للهلال وفقاً للمعيار المعتاد للمنافسة على كل الألقاب، إلا أن الهلال يظل على المدى الطويل قوة كبرى بتاريخ عريق وكتيبة لاعبين من أعلى مستوى، وهو فريق اعتاد على المنافسة بقوة على الألقاب ويتوقع دائماً العودة أقوى بعد أي تعثر.
سالم الدوسري هو أحد نجومه الأساسيين والمؤثرين في هذه المنظومة التي تملك ثقافة فوز راسخة وتطلعات دائمة للبطولات. في المقابل، رغم أن الأهلي يسير بخطوات جيدة في مشروع إعادة البناء ويضم لاعبين كبارا وحقق دوري أبطال آسيا للنخبة، إلا أنه لا يزال في مرحلة استعادة كامل قوته التاريخية وتحقيق الاستقرار التام ليصبح قوة منافسة بحجم الهلال على الدوام.
الانتقال إلى الأهلي يعني الانتقال من بيئة يعتبر فيها ركيزة أساسية في فريق يملك ثقافة فوز راسخة وتطلعات دائمة للبطولات، إلى فريق لا يزال يعمل على ترسيخ هذه الثقافة رغم إنجازه الكبير هذا الموسم، وهو ما قد يمثل نقطة تفكير للاعب عند حسم مستقبله.
في النهاية، ورغم أهمية تصريحات رئيس الأهلي ودخول اللاعب الفترة الحرة، تبقى العوامل الأربعة المذكورة حجر عثرة كبيراً أمام أي حديث جدي عن انتقال سالم الدوسري إلى أهلي جدة.
الدوسري هو أيقونة الهلال، والنادي يمتلك القدرة والرغبة في الاحتفاظ به، كما أن ارتباط اللاعب بناديه وإرثه داخله، ووضعية الهلال كقوة كبرى تسعى دائماً للعودة لمنصات التتويج، كلها عوامل تجعل من البقاء في الهلال الخيار الأكثر ترجيحاً وواقعية للنجم الكبير، بعيداً عن أي تكهنات.