فقد مانشستر سيتي رهانا جديدا في الموسم الجاري بعدما تلقى الخسارة (1 ـ0) أمام كريستال بالاس في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لتستمر معاناة فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا في موسم عاصف ومليء بالهزات لم يعرف النادي مثيلا له منذ سنوات طويلة.
ودخل مانشستر سيتي مباراة النهائي بهدف لملمة جراحه بعد النتائج المحبطة في الدوري وفي دوري أبطال أوروبا، لكن مهاجم كريستال بالاس إيبشيري إيزي سجل هدفا من هجمة مرتدة رائعة، بدأت بمجموعة من التمريرات من الخلف للأمام أنهاها دانييل مونوز بعرضية أرضية إلى داخل المنطقة ليستقبلها إيزي بتسديدة مباشرة سكنت الشباك.
واحتسب الحكم ركلة جزاء للسيتي في الدقيقة 34 بعد عرقلة برناردو سيلفا في المنطقة لكن مرموش أهدر الركلة بعدما سدد في الزاوية اليمنى للمرمى لينجح الحارس دين هندرسون في التصدي.
وخسر مانشستر سيتي نهائي كأس الاتحاد للموسم الثاني تواليا في موسم مني فيه الفريق بإخفاق ذريع، وفقد فيه الهيمنة والتتويج على الأقل بلقب محلي لأول مرة منذ موسم 2016-2017.
وبدا مانشستر سيتي شبحا للفريق الذي فرض هيمنته محليا وأوروبيا خلال السنوات الماضية، إذ خسر 4 ألقاب هذا الموسم وهي الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا وكأس الرابطة الإنجليزية وأخيرا كأس الاتحاد.
ويسلط التقرير التالي الضوء على العوامل الكبرى والأسباب الرئيسية وراء الموسم الكارثي للسيتي:
رودري: الغياب الثغرة
لا يمكن إقناع أغلب المتابعين وجماهير مانشستر سيتي بأن حصاد الفريق في موسم 2024 ـ 2025 لم يتأثر بغياب لاعب الوسط الإسباني رودري، الذي تعرض لإصابة خطيرة بقطع على مستوى الرباط الصليبي للركبة في أكتوبر الماضي ليستمر غيابه حتى الآن.
كانت مساهمة رودري كبيرة في تتويج مانشستر سيتي بكل الألقاب الممكنة في 2023، ومن بينها بالخصوص دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، إذ شكل اللاعب العلامة البارزة في السيتي في موسم مذهل قبل أن يتواصل عطاؤه حتى في موسم 2023 ـ 2024، الذي حافظ فيه الفريق على البريمرليغ وخرج بركلات الترجيح من ربع نهائي دوري الأبطال.
وكان لغياب صاحب الكرة الذهبية 2024، وبطل أمم أوروبا مع إسبانيا في الصيف الماضي، خلال البطولة التي أحرز جائزة أفضل لاعب فيها، انعكاسا مدويا على موسم مانشستر سيتي وحتى على أداء إسبانيا في دوري الأمم الأوروبية.
ومن الواضح أن ابتعاد رودري عن خط وسط السيتي كان وقعه مثل الصداع الموجع لبيب غوارديولا، إذ خضع اللاعب لعملية جراحية أجبرته على الغياب لموسم كامل فيما يأمل الفريق في استعادته في كأس العالم للأندية.
ورغم وجود كيفين دي بروين وبرناردو سيلفا وغوندوغان وغريليش، إلا أن أيا منهم لم ينجح في سد الفراغ الكبير الذي تركه غياب رودري.
أداء ضعيف لخط الدفاع
تلقى دفاع السيتي 43 هدفا في 36 مباراة في الدوري الإنجليزي هذا الموسم أي بمعدل أكثر من هدف في كل مباراة، كما خرج من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا وتلقى خسارتين بأربعة أهداف فما فوق ضد كل من باريس سان جيرمان وسبورتنغ لشبونة.
وبدا دفاع الفريق مضطربا في عديد المباريات وهو معطى مهم جدا ناهيك أن السيتي كان يستمد إلى حد ما قوته من صلابة دفاعه وجاهزية حارس مرماه البرازيلي إيدرسون.
ولم يكن إيدرسون ومانوال أكانجي وروبن دياز في مستوى تطلعات جماهير السيتي وانتظارات المدرب بيب غوراديولا، وباستثناء الكرواتي غفارديول، بدا خط الدفاع مشتتا لا فقط في دوري الأبطال، بخروجه من مرحلة الملحق ضد ريال مدريد وقبوله 6 أهداف في مباراتين وإنما أيضا في الدوري بتلقيه عدة هزائم إثر أخطاء دفاعية فادحة.
وحتى في مباراة النهائي اليوم ضد كريستال بالاس، بدا التثاقل واضحا على أداء رفاق السويسري أكانجي ليتسغل إيزيه تلك الوضعية ويحرز هدفا عجز بعده الفريق عن العودة في المباراة.
إصابة هالاند وتراجع مرموش
عندما التحق عمر مرموش بمانشستر سيتي في يناير الماضي قادما من آينتراخت فرانكفورت، قدم في مبارياته الأولى أداء واعدا دفع معظم الملاحظين إلى القول إنه سيكون صفقة الموسم التي تنقذ موسم مانشستر الكارثي من مزيد البؤس.
وأحرز مرموش بالفعل "هاتريك" في بداياته مع السيتي وذلك في شباك نيوكاسل، لكن أداءه سرعان ما تراجع بوضوح في المباريات الأخيرة وفقد بالفعل حاسته التهديفية.
أرقام مرموش في المباريات الأخيرة مع السيتي لا تخدع أحدا: صفر أهداف في آخر 6 مباريات.
من المفارقات أن آخر هدف أحرزه مرموش يعود إلى يوم 12 أبريل الماضي (5 أسابيع) وكان في مرمى كريستال بالاس في الدوري (5 ـ2) ومنذ ذلك التاريخ صام نجم فرانكفورت السابق عن تسجيل الأهداف.
وبقطع النظر عن ركلة الجزاء الضائعة اليوم ضد كريستال بالاس، يمكن القول إن النجم المصري، لم يوفق كثيرا في نصف الموسم الأول في السيتي بعد أداء مرعب مع آينتراخت فرانكفورت في الأشهر الأولى من الموسم جعلته ندا حقيقيا للأسطورة هاري كين هداف بايرن ميونخ.
وبسبب كل تلك العوامل، خسر السيتي رهان كأس الرابطة بالخسارة أمام توتنهام في الدوري الثاني، وخرج من دوري أبطال أوروبا في دور الملحق ضد ريال مدريد، فيما فرط في لقب الدوري لليفربول، قبل خسارته اليوم كأس الاتحاد.
ومن جهته، لم يقدم النرويجي إرلينغ هالاند المستوى المطلوب وبدت أرقامه هذا الموسم بعيدة جدا عن تلك التي قدمها في موسم 2023 ـ 2024، وحتى في 2022 ـ 2023.
وكانت إصابة هالاند سببا في تضاؤل قوة هجوم مانشستر سيتي الذي يبدو أمام حتمية التدارك في كأس العالم للأندية وهي المسابقة الأخيرة من بين 5 رهانات خاضها رفاق القائد البلجيكي كيفين دي بروين هذا الموسم.
ويلعب السيتي ضمن المجموعة السابعة مع الوداد المغربي والعين الإماراتي ويوفنتوس الإيطالي.