تحتفل جماهير برشلونة على مدار الأسابيع الماضية بالمستويات الرائعة التي قدمها فريقها تحت قيادة الألماني هانزي فليك، المدير الفني للفريق الكتالوني.
لكن ما بدر من فليك في الساعات الأخيرة أثار قلقهم بشكل واضح، إذ أكد أنه سيعتمد على الحارس إيناكي بينيا في مواجهتي ريال مدريد وبايرن ميونخ الحاسمتين.
ذلك القرار الذي يبدو فيه أن المدرب الألماني قد بدأ في إظهار العناد الواضح، وذهب إلى طريق تشافي هيرنانديز، المدير الفني السابق، لاقته جماهير برشلونة بغضب كبير، حتى إنهم بدؤوا في ملء عريضة إلكترونية يطالبون فيها بتراجعه عن قراره، وكتبوا بها: "لا نريد تلقي 20 هدفًا في مباراتين".
ولجماهير برشلونة كل الحق في التعبير عن غضبها من ذلك القرار، فـ"بينيا" ليس هو الحارس الأفضل لخوض تلك المواجهات الكبيرة في ظل وجود حارس آخر أكثر خبرة وقدرة فنية منه على مقاعد البدلاء هو فويتشيك تشيزني.
أرقام محبطة
بعيدًا عن القدرات الفنية للحارسين تشيزني وبينيا، والتي لو قمنا بمقارنة بينهما ستصب بشكل واضح في صالح الحارس البولندي، ولكن تاريخ بينيا في برشلونة لا يبشر بأي خير في مواجهتين هما الأهم في موسم النادي الكتالوني.
يمكن للأرقام فقط أن تعبر عن مدى كارثية النادي الكتالوني في وجود بينيا بين القائمين والعارضة، ودعونا نسردها دون أي تعديلات.
لعب بينيا 27 مباراة بشكل أساسي مع برشلونة في كل البطولات، وتلقت شباكه 43 هدفًا أي أقل من هدفين في المباراة بقليل، بالتحديد 1.6 هدف في المباراة الواحدة.
المذهل حقًا أن الحارس لم يخرج سوى بـثماني شباك نظيفة مع برشلونة في تلك الفترة، على الرغم من أن مستوياته مع فريق الرديف وفرق الفئات السنية الأقل كان أفضل بشكل واضح.
نتائج كارثية
من بين تلك المباريات الـ27 التي لعبها بينيا للفريق الأول في برشلونة كان هناك بعض النتائج السيئة حقًا في مشوار الحارس الإسباني صاحب الـ25 عاما.
يكفي القول إن أول خروج بشباك نظيفة له في دوري أبطال أوروبا مع برشلونة كان في المواجهة الأخيرة ضد يونغ بويز، على الرغم من أنه لعب ضد فرق أقل بكثير مثل فيكتوريا بلزن وبورتو ورويال أنتويرب من قبل.
خسر برشلونة في وجود بينيا بعض المباريات التي كان يجب أن يفوز بها بسلاسة مثل مواجهتي بلد الوليد وسيلتا فيغو في مايو ويونيو 2023، كما تعرض لهزائم غير مقبولة أبدًا عندما تلقت شباكه أربعة أهداف من جيرونا في ديسمبر من العام الماضي، وعاد في يناير وتلقى خماسية من فياريال.
وبعدها استقبلت شباك الحارس بينيا 4 أهداف من فريق أوساسونا، ثم استقبلت شباكه مجددا رباعيتين من فريقي أتلتيك بيلباو وريال مدريد في كأس الملك والسوبر الإسباني.
قرار غير مفهوم
لم يكن بينيا قط هو الحارس الأول في برشلونة لأي مدرب ولا حتى المدير الفني الجديد هانزي فليك، الذي لم يمنحه ولو دقيقة واحدة قبل إصابة الألماني تير شتيغن.
مفهوم بالطبع أن المدرب الجديد يريد أن يمنح حارسه بعض الثقة، ويريد أن يعطي تشيزني درسًا ويؤكد له أن مكانه غير مضمون لمجرد أنه صفقة جديدة ويحتاجها برشلونة، لكن هل هذا هو التوقيت المناسب لمثل تلك الدروس؟
يُقبل برشلونة على أهم مباراتين في الموسم أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا وأمام ريال مدريد في كلاسيكو الدوري الإسباني، فكيف يمكن لفليك أن يبحث عن أمور مثل ثقة الحارس الثاني وتأديب الحارس الأول مبكرًا في مثل هذا التوقيت، في حين أن محاولات زرع الثقة تلك لا معنى لها على الإطلاق في ظل توجه المدرب الألماني إلى سوق الانتقالات بمجرد إصابة تير شتيغن لضم بديل بشكل فوري.